كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 6)

مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا}. وذلك أنهم كانوا أسلموا، ولَمّا هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة حبسهم آباؤهم وعشائرهم بمكة، وفتنوهم، فافتتنوا، ثم ساروا مع قومهم إلى بدر، فأصيبوا به جميعًا، فهم فِتْيَة مُفْتَنُون، فمن بني أسد بن عبد العُزّى بن قصي: الحارث بن زَمْعَة، وعقيل بن الأسود بن المطلب بن أسد. ومن بني مخزوم: أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة. ومن بني جمح: علي بن أمية بن خلف. ومن بني سهم: العاص بن مُنَبِّه بن الحجاج (¬١). (ز)

تفسير الآية:

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ}
١٩٨١٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في الآية، قال: هم قوم تَخَلَّفوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتركوا أن يخرجوا معه، فمَن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَت الملائكةُ وجهَه ودُبُرَه (¬٢).
(٤/ ٦٣٨)

١٩٨١٦ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أشعث- {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}، قال: كان ناس من أهل مكة أسلموا، فمَن مات منهم بها هلك، قال الله: {فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء} إلى قوله: {عفوا غفورا} [النساء: ٤٣]. =

١٩٨١٧ - قال ابن عباس: فأنا منهم وأُمِّي منهم. قال عكرمة: وكان العباس منهم (¬٣). (ز)

١٩٨١٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: لَمّا أُسِر العباس وعقيل ونوفل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: «افد نفسك، وابن أخيك». قال: يا رسول الله، ألم نُصَلِّ قبلتك، ونشهد شهادتك؟! قال: «يا عباس، إنكم خاصمتم فَخُصِمْتُمْ». ثم تلا عليه هذه الآية: {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا}. فيوم نزلت هذه الآية كان مَن أسلم ولم يهاجر فهو كافر حتى يهاجر، إلا
---------------
(¬١) سيرة ابن إسحاق ص ٢٨٩ - ٢٩٠.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٨٣.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٨١.

الصفحة 706