كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 6)

واختصر كتاب " الحيوان " للجاحظ، وسمى المختصر " روح الحيوان " وهي تسمية لطيفة [وله كتاب مصايد الشوارد] (1) ، وله ديوان جميعه موشحات سماه " دار الطراز " (2) وجمع شيئاً من الرسائل الدائرة بينه وبين القاضي الفاضل وفيه كل معنى مليح (3) .
واتفق في عصره بمصر جماعة من الشعراء المجيدين، وكان لهم مجالس يجري بينهم فيها مفاكهات ومحاورات يروق سماعها. ودخل في ذلك الوقت إلى مصر شرف الدين بن عنين - المقدم ذكره في المحمدين - فاحتفلوا به وعملوا له وكانوا يجتمعون على أرغد عيش، وكانوا يقولون: هذا شاعر الشام، وجرت لهم محافل سطرت عنهم، ولولا خشية التطويل لذكرت بعضها.
ومن محاسن شعره بيتان من جملة قصيدة يمدح بها القاضي الفاضل رحمه الله تعالى، وهما (4) :
ولو أبصر النظام جوهر ثغرها ... لما شك فيه أنه الجوهر الفرد
ومن قال إن الخيزرانة قدها ... فقولوا له إياك أن يسمع القد ومن شعره أيضاً (5) :
لا الغصن يحكيك ولا الجؤذر ... حسنك مما كثروا أكثر
يا باسماً أبدى لنا ثغره ... عقداً ولكن كله جوهر
قال لي اللاحي: أما تسمع (6) ... فقلت: يا لاحي أما تبصر وله يتغزل بجارية عمياء (7) :
__________
(1) زيادة من ر.
(2) ليس هذا القول بدقيق، لأن دار الطراز يحتوي مقدمة في الموشحات، ونماذج من موشحات الأندلسيين وبعض موشحات ابن سناء الملك.
(3) ر: بديع مليح؛ والكتاب المشار إليه هو " فصوص الفصول " ومنه نسخة بباريس رقم: 3333.
(4) ديوانه: 225 - 226.
(5) ديوانه: 344.
(6) ن ق والمختار: أما تستمع؛ بر من: ألا تستمع، وما أثبتناه ورد في الديوان.
(7) ديوانه: 484 - 485.

الصفحة 62