كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 6)

ودع المدينة إنها مرهوبة ... واقصد لمكة أو لبيت مقدس
وإذا اجتنيت ممن الأمور عظيمة ... فخذن لنفسك بالزماع الأكيس - قوله " فاجلس " أي اقصد الجلساء، وهي نجد، وسميت بذلك لارتفاعها، لأن الجلوس في اللغة هو الارتفاع، ولما وقف الفرزدق على الأبيات فطن لما أراد مروان، فرمى الصحيفة وقال:
يا مرو (1) إن مطية محبوسة ... ترجو الحباء وربها لم يأس
وحبوتني بصحيفة محتومة ... يخشى علي بها حباء النقرس
ألق الصحيفة يا فرزدق لا تكن ... نكداً كمثل (2) صحيفة المتلمس وإذ ذكرنا صحيفة المتلمس فقد يتشوف الواقف على هذا الكتاب أن يعلم قصتها (3) :
(310) ومن خبرها أن المتلمس، واسمه جرير بن عبد المسيح بن عبد الله بن زيد بن دوفن (4) بن حرب بن وهب بن جلى (5) بن احمس بن ضبيعة الأضجم بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وإنما لقب لقوله من جملة قصيدة:
فهذا أوان العرض حي ذبابه ... زنابير والأزر المتلمس - وهو بضم الميم وفتح التاء المثناة من فوقها واللام وكسر الميم الثانية وتشديدها وبعدها سين مهملة - كان قد هجا عمرو بن هند اللخمي ملك الحيرة، وهجاه أيضاً (6) طرفة بن العبد البكري الشاعر المشهور، وهو ابن أخت المتلمس المذكور، فاتصل
__________
(1) ن ر: مروان.
(2) ع بر من: نكداء مثل؛ ر: نكراء مثل.
(3) انظر ترجمة المتلمس وخبر الصحيفة في الأغاني 23: 524 وما بعدها.
(4) ع: دوقن.
(5) ن ر ع بر من: حلى.
(6) أيضاً: سقطت من: ص ن.

الصفحة 92