كتاب تاريخ ابن خلدون (اسم الجزء: 6)

وقيس لها المجد الّذي يقتدي به ... وقيس لها سيف حديد المضارب
وينشد أيضا أبيات ليزيد بن خالد يمدح البربر:
أيها السائل عنا أصلنا ... قيس عيلان بنو العز الأول
نحن ما نحن بنو بر القوى ... عرف المجد وفي المجد دخل
وابتنى المجد فاورى زنده ... وكفانا كل خطب ذي جلل
إن قيسا يعتزي برّ لها ... ولبر يعتزي قيس الأجل
ولنا الفخر بقيس أنه ... جدنا الأكبر فكاك الكبل
إن قيسا قيس عيلان هم ... معدن الحق على الخير دلل
حسبك البربر قومي أنهم ... ملكوا الأرض بأطراف الأسل
وببيض نضرب الهام بها ... هام من كان عن الحق نكل
أبلغوا البربر عني مدحا ... حيك من جوهر شعر منتحل
وعند نسابة البربر، وحكاه البكري وغيره أنه كان لمضر ولدان إلياس وعيلان [1] ، أمهما الرباب بنت جبده [2] بن عمر بن معد بن عدنان، فولد عيلان بن مضر قيسا ودهمان، أما دهمان فولده قليل وهم أهل بيت من قيس يقال لهم بنو أمامة. وكانت لهم بنت تسمى البهاء بنت دهمان، وأما قيس بن عيلان فولد له أربعة بنين وهم سعد وعمر، وأمهما مزنة بنت أسد بن ربيعة بن نزار [3] وبرّ وتماضر وأمهما تمريغ بنت مجدل ومجدل بن عمار بن مصمود وكانت قبائل البربر يومئذ يسكنون الشام ويجاورون العرب في المساكن ويشاركونهم في المياه والمراعي والمسارح ويصهرون إليهم، فتزوج بر بن قيس بنت عمه وهي البهاء بنت دهمان، وحسده إخوته في ذلك. وكانت أمه تمريغ من دهاة النساء فخشيت منهم عليه، وبعثت بذلك إلى أخوالها سرا، ورحلت معهم بولدها وزوجته إلى أرض البربر وهم إذ ذاك ساكنون بفلسطين وأكناف الشام، فولدت البهاء لبر بن قيس ولدين: علوان وما دغيس، فمات علوان صغيرا وبقي مادغيس، فكان يلقب الأبتر، وهو أبو البتر من البربر، ومن ولده جميع زناتة.
__________
[1] وفي النسخة التونسية: غيلان.
[2] وفي نسخة أخرى: حيدة.
[3] وفي سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: مزنه بنت أسد بن أكلب بن ربيعة ابن نزار بن معد بن عدنان.

الصفحة 125