كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 6)

(قَوْلُهُ بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّنَازُعِ وَالِاخْتِلَافِ فِي الْحَرْبِ)
أَيْ مِنَ الْمُقَاتَلَةِ فِي أَحْوَالِ الْحَرْبِ قَوْلُهُ وَعُقُوبَةُ مَنْ عَصَى إِمَامَهُ أَيْ بِالْهَزِيمَةِ وَحِرْمَانِ الْغَنِيمَةِ قَوْلُهُ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجل وَلَا تنازعوا فتفشلوا وَتذهب ريحكم يَعْنِي الْحَرْبَ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَقَوْلُهُ يَعْنِي الْحَرْبَ لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَحْدَهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ قَالَ قَتَادَةُ الرِّيحُ الْحَرْبُ وَهَذَا قَدْ وَصَلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا نَحْوَهُ وَهُوَ تَفْسِيرٌ مَجَازِيٌّ فَالْمُرَادُ بِالرِّيحِ الْقُوَّةُ فِي الْحَرْبِ وَالْفَشَلُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالْمُعْجَمَةِ الْجُبْنُ يُقَالُ فَشَلَ إِذَا هَابَ أَنْ يُقْدِمَ جُبْنًا وَذَكَرَ فِي الْبَابِ حَدِيثَيْنِ أَحَدُهُمَا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى وَفِيهِ وَلَا تَخْتَلِفَا وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي مَكَانِهِ مِنْ أَوَاخِرِ الْمَغَازِي ثَانِيهِمَا حَدِيثُ الْبَرَاءِ فِي قِصَّةِ غَزَاةِ أُحُدٍ وَالْغَرَضُ مِنْهُ أَنَّ الْهَزِيمَةَ وَقَعَتْ بِسَبَبِ مُخَالَفَةِ الرُّمَاةِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِكُمْ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ أَيْضًا مُسْتَوْفًى فِي الْكَلَامِ عَلَى غَزْوَةِ أُحُدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ بَابُ إِذَا فَزِعُوا بِاللَّيْلِ أَيْ يَنْبَغِي لِأَمِيرِ الْعَسْكَرِ أَنْ يَكْشِفَ الْخَبَرَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِمَنْ يَنْدُبَهُ لِذَلِكَ ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَنَسٍ فِي فَرَسِ أَبِي طَلْحَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَاخِرِ الْهِبَةِ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ مرَارًا

الصفحة 163