كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 6)

(قَوْلُهُ بَابُ هَلْ يَسْتَأْسِرُ الرَّجُلُ وَمَنْ لَمْ يَسْتَأْسِرْ)
أَيْ هَلْ يُسْلِمُ نَفْسَهُ لِلْأَسْرِ أَمْ لَا وَمَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي بَعْثِ عَاصِمِ بن ثَابت وَمن مَعَه مَعَ بَنِي لِحْيَانَ وَقِصَّةَ قَتْلِ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَسَيَأْتِي شَرْحُهَا مُسْتَوْفًى فِي الْمَغَازِي وَفِيهَا مَا تَرْجَمَ لَهُ مِنَ الْأُمُورِ الثَّلَاثَةِ وَقَوْلُهُ

[3045] فِيهِ فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ الْقَائِلُ فَأَخْبَرَنِي هُوَ بن شهَاب كَمَا سَيَأْتِي إيضاحه هُنَاكَ

(قَوْلُهُ بَابُ فَكَاكِ الْأَسِيرِ)
أَيْ مِنْ أَيْدِي الْعَدُوِّ بِمَالٍ أَوْ بِغَيْرِهِ وَالْفَكَاكُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَيجوز كسرهَا التخليص وَأورد فِيهِ حديثين أَحدهمَا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى فُكُّوا الْعَانِيَ أَيِ الْأَسِيرَ كَذَا وَقَعَ فِي تَفْسِيرِ الْعَانِي فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ بِالْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ وَزْنُ الْقَاضِي وَالتَّفْسِيرُ مِنْ قِبَلِ جَرِيرٍ أَوْ قُتَيْبَةَ وَإِلَّا فَقَدْ أَخْرَجَ الْمُصَنِّفُ فِي الطِّبِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ مَنْصُورٍ فَلَمْ يَذْكُرْهُ وَأَخْرَجَهُ فِي الْأَطْعِمَةِ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ وَقَالَ فِي آخِره قَالَ سُفْيَان العاني الْأَسير قَالَ بن بَطَّالٍ فَكَاكُ الْأَسِيرِ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَرُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَيْضًا وَقَالَ أَحْمَدُ يُفَادَى بِالرُّءُوسِ وَأَمَّا بِالْمَالِ فَلَا أَعْرِفُهُ وَلَوْ كَانَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ أُسَارَى وَعِنْدَ الْمُشْرِكِينَ أُسَارَى وَاتَّفَقُوا على المفاداة تعيّنت وَلم تجز مُفَادَاةُ أُسَارَى الْمُشْرِكِينَ بِالْمَالِ ثَانِيهِمَا حَدِيثُ أَبِي جُحَيْفَةَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْوَحْيِ الْحَدِيثَ وَقَدْ مَضَى شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى بَقِيَّةِ مَا فِيهِ فِي الدِّيَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

الصفحة 167