كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 6)

الْجُمْهُورُ هُوَ رَاجِعٌ إِلَى نَظَرِ الْإِمَامِ وَاجْتِهَادِهِ وَتَمَامُ الِاسْتِيلَاءِ يَحْصُلُ بِإِحْرَازِهَا بِأَيْدِي الْمُسْلِمِينَ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ لَوْ أَعْتَقُوا حِينَئِذٍ رَقِيقًا لَمْ يَنْفُذْ عِتْقُهُمْ وَلَوْ أَسْلَمَ عَبْدُ الْحَرْبِيِّ وَلَحِقَ بِالْمُسْلِمِينَ صَارَ حُرًّا ثُمَّ ذَكَرَ فِيهِ طرفا من حَدِيث رَافع وَهُوَ بن خَدِيجٍ مُعَلَّقًا وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ مَوْصُولًا مَعَ شَرْحِهِ فِي كِتَابِ الذَّبَائِحِ وَحَدِيثُ أَنَسٍ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِهِ الْمُتَقَدِّمِ فِي الْحَجِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَسَيَأْتِي فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ أَيْضًا بِتَمَامِهِ وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ ظَاهِرٌ فِيمَا ترْجم لَهُ

(قَوْلُهُ بَابُ إِذَا غَنِمَ الْمُشْرِكُونَ مَالَ الْمُسْلِمِ ثُمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ)
أَيْ هَلْ يَكُونُ أَحَقَّ بِهِ أَوْ يَدْخُلُ الْغَنِيمَةَ وَهَذَا مِمَّا اخْتُلِفَ فِيهِ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ لَا يَمْلِكُ أَهْلُ الْحَرْبِ بِالْغَلَبَةِ شَيْئًا مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ وَلِصَاحِبِهِ أَخْذُهُ قَبْلَ الْقِسْمَةِ وَبَعْدَهَا وَعَنْ عَلِيٍّ وَالزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَالْحَسَنِ لَا يُرَدُّ أَصْلًا وَيَخْتَصُّ بِهِ أَهْلُ الْمَغَانِمِ وَقَالَ عُمَرُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعَطَاءٌ وَاللَّيْثُ وَمَالكٌ وَأَحْمَدُ وَآخَرُونَ وَهِي رِوَايَة عَن الْحسن أَيْضا ونقلها بن أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ إِنْ وَجَدَهُ صَاحِبُهُ قَبْلَ الْقِسْمَةِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ وَإِنْ وَجَدَهُ بَعْدَ الْقِسْمَةِ فَلَا يَأْخُذُهُ الا بِالْقِسْمَةِ وَاحْتَجُّوا بِحَدِيث عَن بن عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا بِهَذَا التَّفْصِيلِ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ جِدًّا وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ كَقَوْلِ مَالِكٍ إِلَّا فِي الْآبِقِ فَقَالَ هُوَ وَالثَّوْرِيُّ صَاحِبُهُ أَحَق بِهِ مُطلقًا

[3067] قَوْله وَقَالَ بن نُمَيْرٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ وَطَرِيقُهُ هَذِهِ وَصَلَهَا أَبُو دَاوُد وبن مَاجَهْ قَوْلُهُ ذَهَبَ وَقَوْلُهُ فَأَخَذَهُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ ذَهَبَتْ وَقَالَ فَأَخَذَهَا وَالْفَرَسُ اسْمُ جِنْسٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قَوْلُهُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَة بن نُمَيْرٍ أَنَّ قِصَّةَ الْفَرَسِ

الصفحة 182