كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 6)

فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِصَّةَ الْعَبْدِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَالَفَهُ يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ الْعُمَرِيُّ كَمَا هِيَ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ فِي الْبَابِ فَجَعَلَهُمَا مَعًا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ وَهِيَ الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ فِي الْبَابِ فَصَرَّحَ بِأَنَّ قِصَّةَ الْفَرَسِ كَانَتْ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ وَافَقَ بن نُمَيْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقه وَأخرجه من طَرِيق بن الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فَلَمْ يُعَيِّنِ الزَّمَانَ لَكِنْ قَالَ فِي رِوَايَتِهِ إِنَّهُ افْتَدَى الْغُلَامَ بِرُومِيَّيْنِ وَكَأَنَّ هَذَا الِاخْتِلَافَ هُوَ السَّبَبُ فِي تَرْكِ الْمُصَنِّفِ الْجَزْمَ فِي التَّرْجَمَةِ بِالْحُكْمِ لِتَرَدُّدِ الرُّوَاةِ فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ لَكِنْ لِلْقَائِلِ بِهِ أَنْ يَحْتَجَّ بِوُقُوعِ ذَلِكَ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَالصَّحَابَةُ مُتَوَافِرُونَ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ مِنْهُمْ وَقَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ يَوْمَ لَقِيَ الْمُسْلِمُونَ كَذَا هُنَا بِحَذْفِ الْمَفْعُولِ وَبَيَّنَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْحُلْوَانِيِّ كِلَاهُمَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ فَقَالَ فِيهِ يَوْمَ لَقِيَ الْمُسْلِمُونَ طَيِّئًا وَأَسَدًا وَزَادَ فِيهِ سَبَب أَخذ الْعَدو لفرس بن عُمَرَ فَفِيهِ فَاقْتَحَمَ الْفَرَسُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر جرفا فصرعه وَسقط بن عُمَرَ فَعَارَ الْفَرَسُ وَالْبَاقِي مِثْلُهُ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَّ الْعَبْدَ الَّذِي أَبَقَ لِابْنِ عُمَرَ كَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَخْرَجَهُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْهُ

[3068] قَوْلُهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَارَ بِمُهْمَلَةٍ وَرَاءٍ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعِيرِ وَهُوَ حِمَارُ وَحْشٍ أَيْ هَرَبَ قَالَ بن التِّينِ أَرَادَ أَنَّهُ فَعَلَ فِعْلَهُ فِي النِّفَارِ وَقَالَ الْخَلِيلُ يُقَالُ عَارَ الْفَرَسُ وَالْكَلْبُ عِيَارًا أَيْ أَفْلَتْ وَذَهَبَ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْفَرَسِ إِذَا فَعَلَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَطَّالِ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَثْبُتُ عَلَى طَرِيقِهِ عَيَّارٌ وَمِنْهُ سَهْمٌ عَايِرٌ إِذَا كَانَ لَا يدْرِي من أَيْن أَتَى

الصفحة 183