كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 6)

على اسْمه وَوَقع فِي رِوَايَة بن جُرَيْجٍ فِي الشُّرْبِ طَابِعٌ بِمُهْمَلَتَيْنِ وَمُوَحَّدَةٍ وَطَالِعٌ بِلَامٍ بَدَلَ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ مَنْ يَدُلُّهُ وَيُسَاعِدُهُ وَقَدْ يُقَالُ إِنَّهُ اسْمُ الصَّائِغِ الْمَذْكُورِ كَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَفِيهِ بُعْدٌ قَوْلُهُ مُنَاخَتَانِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَهُوَ بِاعْتِبَارِ الْمَعْنَى لِأَنَّهُمَا نَاقَتَانِ وَفِي رِوَايَةٍ كَرِيمَةَ مُنَاخَانِ بِاعْتِبَارِ لَفْظِ الشَّارِفِ قَوْلُهُ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ قَوْلُهُ فَرَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جمعت زَاد فِي رِوَايَة بن جريج عَن بن شِهَابٍ فِي الشُّرْبِ وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ أَيْ الَّذِي أَنَاخَ الشَّارِفَيْنِ بِجَانِبِهِ وَمَعَهُ قَيْنَةٌ بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا نُونٌ هِيَ الْجَارِيَةُ الْمُغَنِّيَةُ فَقَالَتْ أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءُ وَالشُّرُفُ جَمْعُ شَارِفٍ كَمَا تَقَدَّمَ وَالنِّوَاءُ بِكَسْرِ النُّونِ وَالْمَدِّ مُخَفَّفًا جَمْعُ نَاوِيَةٍ وَهِيَ النَّاقَةُ السَّمِينَةُ وَحَكَى الْخطابِيّ أَن بن جَرِيرٍ الطَّبَرِيَّ رَوَاهُ ذَا الشَّرَفِ بِفَتْحِ الشِّينِ وَفَسَّرَهُ بِالرِّفْعَةِ وَجَعَلَهُ صِفَةً لِحَمْزَةَ وَفَتَحَ نُونَ النِّوَاءِ وَفَسَّرَهُ بِالْبُعْدِ أَيْ الشَّرَفِ الْبَعِيدِ أَيْ مَنَالُهُ بَعِيدٌ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَهُوَ خَطَأٌ وَتَصْحِيفٌ وَحَكَى الْإِسْمَاعِيلِيُّ أَنَّ أَبَا يَعْلَى حَدَّثَهُ بِهِ من طَرِيق بن جُرَيْجٍ فَقَالَ الثِّوَاءُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ قَالَ فَلَمْ نَضْبِطْهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْقَابِسِيِّ وَالْأَصِيلِيِّ النَّوَى بِالْقَصْرِ وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضًا وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ النِّوَاءُ الْخِبَاءُ وَهَذَا أَفْحَشُ فِي الْغَلَطِ وَحَكَى الْمَرْزُبَانِيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّعَرَاءِ أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ جَدِّ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ الْمَدَنِيِّ وَبَقِيَّتُهُ وَهُنَّ مُعَقَّلَاتٌ بِالْفِنَاءِ ضَعِ السِّكِّينَ فِي اللَّبَّاتِ مِنْهَا وضرجهن حمرَة بِالدِّمَاءِ وَعَجِّلْ مِنْ أَطَايِبهَا لِشَرْبٍ قَدِيدًا مِنْ طَبِيخٍ أَوْ شِوَاءِ وَالشَّرْبُ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ جَمْعُ شَارِبٍ كَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ وَالْفِنَاءُ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالْمَدِّ الْجَانِبُ أَيْ جَانِبُ الدَّارِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا وَالْقَدِيدُ اللَّحْمُ الْمَطْبُوخُ وَالتَّضْرِيجُ بِمُعْجَمَةٍ وَجِيمٍ التَّلْطِيخُ فَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فَقَدْ عَرَّفَ بَعْضَ الْمُبْهَمِ فِي قَوْلِهِ فِي شَرْبٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لَكِنَّ الْمَخْزُومِيَّ لَيْسَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَأَنَّ قَائِلَ ذَلِكَ أَطْلَقَهُ عَلَيْهِمْ بِالْمَعْنَى الْأَعَمِّ وَأَرَادَ الَّذِي نَظَمَ هَذَا الشِّعْرَ وَأَمَرَ الْقَيْنَةَ أَنْ تُغَنِّيَ بِهِ أَنْ يَبْعَثَ هِمَّةَ حَمْزَةَ لِمَا عَرَفَ مِنْ كَرَمِهِ عَلَى نَحْرِ النَّاقَتَيْنِ لِيَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهِمَا وَكَأَنَّهُ قَالَ انْهَضْ إِلَى الشُّرُفِ فَانْحَرْهَا وَقَدْ تَبَيَّنَ ذَلِكَ مِنْ بَقِيَّةِ الشِّعْرِ وَفِي قَوْلِهَا لِلشُّرُفِ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ مَعَ أَنه لم يكن هُنَاكَ الِاثْنَتَانِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ إِطْلَاقِ صِيغَةِ الْجَمْعِ عَلَى الِاثْنَيْنِ وَقَوْلُهُ يَا حَمْزُ تَرْخِيمٌ وَهُوَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا قَوْلُهُ قَدْ أُجِبَّتْ وَقَعَ مِثْلُهُ فِي رِوَايَةِ عَنْبَسَةَ فِي الْمَغَازِي وَهُوَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ هُنَا قَدْ جُبَّتْ بِضَمِّ الْجِيمِ بِغَيْرِ أَلِفٍ أَيْ قُطِعَتْ وَهُوَ الصَّوَابُ وَعِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ بن وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَدِ اجْتُبَّتْ وَهُوَ صَوَابٌ أَيْضًا وَالْجَبُّ الِاسْتِئْصَالُ فِي الْقَطْعِ قَوْلُهُ وَأُخِذَ من أكبادهما زَاد بن جُرَيْجٍ قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ وَمِنَ السَّنَامِ قَالَ قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهَمَا وَالسَّنَامُ مَا عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ وَقَوْلُهُ بَقَرَ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْقَافِ أَيْ شَقَّ قَوْلُهُ فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ حَيْثُ رَأَيْتُ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ بَكَى مِنْ شِدَّةِ الْقَهْرِ الَّذِي حَصَلَ لَهُ وَفِي رِوَايَة بن جُرَيْجٍ رَأَيْتُ مَنْظَرًا أَفْظَعَنِي بِفَاءٍ وَظَاءٍ مُشَالَةٍ مُعْجَمَةٍ أَيْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ مُفْظِعٌ أَيْ مُخِيفٌ مَهُولٌ وَذَلِكَ لِتَصَوُّرِهِ تَأَخُّرَ الِابْتِنَاءِ بِزَوْجَتِهِ بِسَبَبِ فَوَاتِ مَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَيْهِ أَوْ لِخَشْيَةِ أَنْ يُنْسَبَ فِي حَقِّهَا إِلَى تَقْصِيرٍ لَا لِمُجَرَّدِ فَوَاتِ النَّاقَتَيْنِ قَوْلُهُ حَتَّى أَدْخُلَ كَذَا فِيهِ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ مُبَالَغَةً فِي اسْتِحْضَارِ صُورَةِ الْحَالِ قَوْلُهُ فَطَفِقَ يَلُومُ حَمْزَةَ فِي رِوَايَة بن جُرَيْجٍ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ

الصفحة 200