كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 6)

عن عبد الملك عن عطاء في قوله عز وجل (واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول) قال خمس الله والرسول واحد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فيه ما شاء (1)
- (أخبرنا) أبو على الروذبارى انا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الوليد بن عتبة ثنا الوليد ثنا عبد الله بن العلاء انه سمع ابا سلام الاسود قال سمعت عمرو بن عنبسة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم فلما سلم اخذ وبرة من جنب البعير ثم قال ولا يحل لى من غنائمكم مثل هذا الا الخمس والخمس مردود عليكم (2) (قال الشافعي) وقد مظى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابى هو وامى ماضيا وصلى الله وملائكته عليه فاختلف اهل العلم عندنا في سهمه فمنهم من قال يرد على السهمان التى ذكرها الله معه ، ومنهم من قال يضعه الإمام حيث رأى على الاجتهاد للاسلام واهله ، ومنهم من قال يضعه في الكراع والسلاح - والذى اختار ان يضعه الإمام في كل أمر حصن به الاسلام واهله من سد ثغر أو اعداد كراع أو سلاح أو اعطاء اهل البلاء في الاسلام نفلا عند الحرب وغير الحرب اعدادا للزيادة في تعزيز الاسلام واهله على ما صنع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعطى المؤلفة ونفل في الحرب واعطى عام خيبر نفرا من اصحابه من المهاجرين والانصار اهل حاجة وفضل واكثرهم اهل فاقة نرى ذلك والله اعلم كله من سهمه (قال الشيخ) اما اعطاؤه المؤلفة (ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا السرى بن خزيمة ثنا موسى بن اسمعيل ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما افاء الله على رسوله يوم حنين ما افاء قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يقسم أو لم يعط الانصار شيئا فكأنه وجد إذ لم يصبهم ما اصاب أو كأنهم وجد واذ لم يصبهم ما اصاب الناس فخطبهم فقال يا معشر الانصار الم اجدكم ضلالا فهداكم الله بى وكنتم متفرقين (3) فألفكم الله بى وعالة فاغناكم الله بى قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن قال ما يمنعكم ان تجيبوا قالوا الله ورسوله امن (4) قال لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا الا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادى الانصار وشعبها الانصار شعار والناس دثارانكم ستلقون بعدى اثرة فابروا حتى تلقوني على الحوض - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن اسمعيل واخرجه مسلم من وجه آخر عن عمرو بن يحيى
- (أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ثنا اسمعيل بن محمد الصفار ثنا احمد بن منصور ثنا عبد الرزاق انا الثوري عن
ابيه عن ابن أبى نعم عن أبى سعيد الخدرى قال بعث على رضى الله عنه وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين زيد الطائى ثم احد بنى نبهان وبين الاقرع بن حابس الحنظلي ثم احد بنى مجاشع وبين عيينة بن حصن وبين علقمة بن علاثة العامري ثم احد بني كلاب فغضبت قريش وقالت يعطى صناديد اهل نجد ويدعنا فقال نما اتألفهم فجاء رجل غائر العينين ناتئ الجبين مشرب (5) الوجنتين كث اللحية محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إذا عصيته ايأمننى على اهل الارض ولا تأمنونى فسأل رجل من القوم قتله قال اراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من ضئضى هذا قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان لئن لقيتهم لا قتانهم قتل عاد - رواه البخاري في الصحيح عن اسحاق بن نصر عن عبد الرزاق واخرجه مسلم من وجه آخر عن سعيد ابن مسروق والد الثوري - (واما النفل ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبى شيبة ثنا على بن مسهر و عبد الرحيم بن سليمان عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى نجد فخرجت
__________
(1) مص - ما يشاء (2) ر - فيكم (3) مص - متمزقين (4) مد امر (5) مص - مسرب - وفى هامش ر - صوابه مشرف - (*)

الصفحة 339