كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 6)

لعن الله من فرق بينهما ربونا صغارا وحملناهم كبارا (قال الشيخ) وانما تكلم فيه عثمان وجبير رضى الله عنهما لان عثمان هو ابن عفان ابن أبى العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف وجبير هو ابن مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف وهاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل كانوا اخوة فاعطى سهم ذى القربى بنى هاشم وبنى المطلب دون بنى عبد شمس وبنى نوفل وقال انهم لم يفارقوني في جاهلية ولا اسلام وانما بنو هاشم وبنوا المطلب شئ واحد وفى الرواية المرسلة ربونا صغارا
وحملناهم أو قال وحملونا كبارا وانما قال ذلك والله اعلم لان هاشم بن عبد مناف تزوج سلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بنى التجار بالمدينة فولدت له شيبة الحمد ثم توفى هاشم وهو معها فلما ايفع وترعرع خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من امه وقدم به مكة وهو مردفه على راحلته فقيل عبد ملكه المطلب فغلب عليه ذلك الاسم فقيل عبد المطلب وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة آذاه قومه وهموا به فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه وأبوا ان يسلموه فلما عرفت قريش ان لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم معهم اجتمعوا على ان يكتبوا فيما بينهم على بنى هاشم وبنى المطلب ان لا ينكحوهم (1) ولا ينكحوا إليهم ولا يبايعوههم ولا يبتاعوا منهم وعمد أبو طالب فادخلهم الشعب شعب أبى طالب في ناحية من مكة واقامت قريش على ذلك من امرهم في بنى هاشم وبنى المطلب سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا جهدا شديدا ثم ان الله تعالى برحمته ارسل على صحيفة قريش الارضة فلم تدع فيها اسما لله الا اكلته وبقى فيها الظلم والقطيعة والبهتان واخبر بذلك رسوله اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا طالب واستنصر به أبو طالب على قومه وقام هشام ابن عمرو بن ربيعة في جماعة ذكرهم ابن اسحاق في المغزى بنقض مافى الصحيفة وشقها فلذلك جمع امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في سائر العطية (2) بين بنى هاشم وبنى المطلب وقدمهما على بنى عبد شمس وبنى نوفل وانما وقعت البداية ببنى عبد شمس قبل نوفل لان هاشما والمطلب وعبد شمس كانوا اخوة لاب وام وامهم عاتكة بنت مرة ونوفل كان اخاهم لابيهم وامه واقدة (3) بنت حرمل وعبد مناف و عبد العزى وعبد الدار بنو قصي كانوا اخوة والبداية بعد بنى عبد مناف انما وقعت ببنى عبد العزى لانها كانت قبيلة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فانها بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى قال ونيهم انهم من المطيبين
- (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان انا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري انا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن اسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت غلاما حلف المطيبين فما احب ان انكثه وان لى حمر النعم
- (وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة انا أبو الحسن محمد بن احمد بن زكريا الاديب ثنا الحسين بن محمد بن زياد القبانى ثنا أبو هشام المؤمل بن هشام اليشكرى ثنا اسمعيل وهو ابن علية عن عبد الرحمن بن اسحاق - فذكره باسناده ومعناه الا انه قال شهدت مع عمومتي
- (أخبرنا) على بن احمد بن عبدان انا احمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد الموصلي ثنا المعلى بن مهدى ثنا أبو عوانة عن عمر بن
أبى سلمة عن ابيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شهدت حلفا الا حلف قريش من حلف المطيبين وما احب ان لى به حمر النعم وانى كنت نقضته والمطيبون هاشم وامية وزهرة ومخزوم (قال الشيخ) لا ادرى هذا التفسير من قول أبى هريرة أو من دونه (قال الشيخ) وبلغني انه انما قيل حلف المطيبين لانهم غمسوا ايديهم في طيب يوم تحالفوا وتصافقوا بايمانهم وذلك حين وقع التنازع بين عبد مناف وبنى عبدالدار فيما كان بايديهم من السقاية والحجابة والرفادة واللواء والندوة فكان بنو اسد ابن عبد العزى في جماعة من قبائل قريش تبعا لبنى عبد مناف فكان لهم بذلك شرف وفضيلة وصنيعة في بنى عبد مناف وقد سماهم محمد بن اسحاق بن يسار فقال المطيبون من قبائل قريش بنو عبد مناف هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل وبنو زهرة وبنو اسد بن عبد العزى وبنو تيم وبنو الحارث بن فهر خمس قبائل (قال الشافعي)
__________
(1) مص - يناكحوهم (2) ر - الاعطية (3) مص - وافدة - (*)

الصفحة 366