كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 6)

حَدَّثَنِي عُمَر بْن شبة قَالَ: أعوز بشر بْن غالب حَتَّى لزم بيته فأتت امرأته عِكْرِمَة بْن ربعي فَقَالَتْ: هل أَنْتَ مسلفي خمسمائة درهم، فدفعها إِلَيْهَا وبعث رسولا ليعلم اين صارت، فلما عرف الَّذِي لَهُ استسلفت الخمس المائة الدرهم أخذ ألف دِينَار وقرع عَلَى بشر بْن غالب الأسدي بابه ليلا وَقَالَ: هذه ألف دِينَار فاقبضها، وَقَالَ إِن تيسر رددت وإن تعذر فَهُوَ لَك، قَالَ ومن أَنْتَ؟ قَالَ: إِذَا قبضت المال أخبرتك فلما قبضه قَالَ: أنا عِكْرِمَة بْن ربعي جَابِر عثرات الكرام، فدخل بشر بيته مهموما فَقَالَتْ لَهُ امرأته: مَالِك؟ فأخبرها خبر عِكْرِمَة وَمَا صنع وَقَالَ: لا أزال متضائلا حَتَّى أرد ماله أَوْ أكافيه، قَالَتْ: فمنه والله أخذت الخمس المائة، فلما قدم بشر بْن مَرْوَان الكوفة أرسل إِلَى بشر بْن غالب الأسدي يسأله أَن يلي شرطته، وَكَانَ إِذَا ولى رجلا شرطته أمر لَهُ بمائة ألف درهم، فَقَالَ: لست أضبط أمر الشرطة ولا أقوم بِهِ ولكني أشير عليك برجل؟ قَالَ: ومن هُوَ؟
قَالَ: عِكْرِمَة بْن ربعي فولاه شرطته وأمر لَهُ بمائة ألف درهم.
قَالَ الْمَدَائِنِي: كَانَ أيمن بْن خريم بْن فاتك عِنْدَ عَبْد الْعَزِيز بْن مَرْوَان بمصر، فدخل عَلَيْهِ نصيب فأنشده مديحًا امتدحه بِهِ فَقَالَ لأيمن: نصيب أشعر منك، قَالَ: لا والله ولكنك ظرف ملول، فَقَالَ: أتقول إنني ملول وأنا أؤاكلك مذ كَذَا وكذا، وَكَانَ بأيمن بياض فِي يده فغضب، ولحق ببشر بْن مَرْوَان وَقَالَ:
ركبت من المقطم فِي جمادى ... إِلَى بشر بْن مَرْوَان البريدا
فلو أعطاك بشر ألف ألف ... رأى حقا عَلَيْهِ أَن يزيدا
فأمر لَهُ بمائة ألف درهم.

الصفحة 324