كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 6)

أمهاته من ولدت مثل الأمير فَقَدْ صدق، فلما خرج الأخطل من عِنْدَ بشر قَالَ لَهُ رجل: ويلك أتقول لخال الأمير أنا اكرم منه؟ قال: إنّ أبانسطوس الخمار وضع فِي جمجمتي، أكؤسًا لا والله مَا أعقل معها مَا أقول، وللأخطل فِي بشر شعر.
وَقَالَ الكلبي: كَانَ مِمَّن ينادم بشرًا بالبصرة الهذيل بْن عمران بْن الفضيل التميمي ثُمَّ الحنظلي.
قَالَ: وَلَمْ يزل بشر عَلَى الكوفة حَتَّى ضمت إِلَيْهِ البصرة سنة أربع وسبعين، فانحدر إِلَى البصرة واستخلف عَلَى الكوفة عَمْرو بْن حريث المخزومي، فكان عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ بشر بالبصرة، وولى الْحَجَّاج العراق.
وَقَالَ مَالِك بْن دِينَار: لما مَاتَ بشر ودفن مَاتَ أسود فدفن إِلَى جانبه فتبعنا جنازته ودفن عِنْدَ قبر بشر بْن مَرْوَان، فلما أتت عَلَيْهِ أَيَّام مررت فلم أعرف قبر هَذَا من قبر هَذَا، فذكرت قَوْل الشاعر:
وسواء قبر مثر ومقل
وَقَالَ الْمَدَائِنِي: كَانَ مقام بشر بالبصرة شهرين، ويقال: أربعة أشهر، وَكَانَ شرب التياذريطوس فأمرضه حَتَّى هلك، وَكَانَ أول أمِير بالبصرة مَاتَ بِهَا، ودفن بشر إِلَى جانب قبر سلم بْن زِيَاد ومشى الفرزدق فِي جنازته ومعه فرس كَانَ حمله عليه، وهو يقوده حتى إِذَا فرغ من دفنه عقر الفرس عَلَى القبر وأنشأ يَقُول:
أقول لمحبوك السراة معاود ... سباق الجياد قَدْ أمر عَلَى شزر
ألست شحيحا إِن ركبتك بعده ... ليوم رهان أَوْ غدوت معي تجري
حلفت لَهُ لا أركب الدهر بعده ... صحيح النسا حَتَّى يكوس عَلَى القبر

الصفحة 326