كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 6)
شديدًا، فَقَالَ ذَات يَوْم: والله لأقتلن رجلا عظيم القدمين. غائر العينين.
مشرف الحاجبين. أسر بقتله الْمُؤْمِنيِنَ والملائكة المقربين. وكانت هذه صفة عُمَر بْن سَعْد، فسمعها الهيثم بْن الأسود وَهُوَ عِنْدَ المختار فدس ابنه العريان بْن الهيثم إِلَى عُمَر فأخبره بقول المختار، وَقَدْ كان المختار سأل عن ابن سعد فأخبر بأنه مستخف فكتب لَهُ أمانًا عَلَى نَفْسه وأهله ولا يؤخذ بحدث كَانَ منه مَا لزم مصره ومنزله، فلما أبلغ العريان عُمَر بْن سَعْد رسالة أَبِيهِ هُمْ عُمَر بالخروج عَنِ المصر، ثُمَّ قيل لَهُ إِن هَذَا قَوْل باغ فأقام فِي منزله، فبعث المختار أبا عمرة كَيْسَان مولى عرينة وَهُوَ عَلَى حرسه إِلَيْهِ سرًا وأمره أَن يأتيه برأسه، فدخل أَبُو عمرة عَلَيْهِ داره، وعنده أهله فضرب عنقه وأتى المختار برأسه، وعند المختار حفص بْن عُمَر بْن سَعْد وَهُوَ لا يعرف القصة، فَقَالَ لَهُ المختار: يا حفص أتعرف هَذَا الرأس؟ قَالَ: نعم هَذَا رأس أَبِي حفص فقبح اللَّه العيش بعده، قَالَ: فإنك لا تعيش بعده، وأمر بِهِ فضربت عنقه، ثُمَّ بعث برأسيهما إِلَى ابْن الحنفية، وَقَالَ هَذَا بالحسين، وَهَذَا بعلي بْن الْحُسَيْن ولا سواء، فقيل لَهُ آمنته عَلَى أَن لا يحدث حدثا وَلَمْ يحدث؟ فَقَالَ: سبحان اللَّه ألم يدخل الخلاء مذ آمنته.
ثُمَّ بعث معاذ بْن هانئ الكندي، وأبا عمرة، ومعبد بْن سلمة الحضرمي فأحاطوا بدار خولي بْن يَزِيد الأصبحي صاحب رأس الْحُسَيْن فاختبأ فِي مخرجه فطلبوه فخرجت إليهم امرأته فَقَالُوا لَهَا أين زوجك؟
قَالَتْ: لا أدري، وأشارت بيدها إلى المخرج، فدخلوا عليه فوجدوا عَلَى رأسه قوصرة [1] فأخرجوه وأقبل المختار حِينَ بلغه أخذه فقتله إلى جانب
__________
[1] القوصرة: وعاء التمر. القاموس.
الصفحة 406
459