كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 6)
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قِيلَ لابْنِ الزُّبَيْرِ إِنَّ الْمُخْتَارَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ صَدَقَ ثُمَّ قَرَأَ: هَلْ أُنَبِئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلّ أَفَّاك أَثِيمٍ [1] .
حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ عَن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ:
قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الْمُخْتَارَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ. فَقَالَ: صَدَقَ إِنَّهُمَا وَحْيَانِ وَحْيُ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَحْيُ الشياطين، وقرأ: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُون إلى أَوْلِيَائِهِمْ [2] .
وحدثني عَبَّاس بْن هشام عن أَبِيهِ عن جَدِّهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي الْمُخْتَارِ: طَلَبَ بِثَأْرِنَا، وَقَتَلَ قَتَلَتَنَا، فَنَهَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَقَالَ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ فَلا تَقُلْ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا.
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْمُخْتَارُ، فَقَالَ: صَلَّى عَلَيْهِ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ.
حَدَّثَنَا بسام الحمال وغيره قَالُوا: حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ أَبِيهِ: إِن المختار لما دعا النَّاس لبيعته، رَأَيْت الْحَارِث بْن سويد يذهب مرقلا، فَقُلْتُ: إِلَى أين تذهب، أما تدري مَا هذه البيعة؟ قَالَ:
بلى ولكني سمعت ابْن مَسْعُود يَقُول مَا كَلام أتكلم بِهِ يرد عنّي ضربتين بسوط إلّا كنت متكلّما.
__________
[1] سورة الشعراء- الآيتان: 221- 222.
[2] سورة الأنعام- الآية: 121.
الصفحة 446
459