كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 6)

الْمَدَائِنِي قَالَ: وجد المختار فِي بَيْت مال الكوفة تسعة آلاف ألف درهم، ويقال: ألف ألف وتسعمائة ألف.
الْمَدَائِنِي، قَالَ: كتب المختار إِلَى ابْن الزبير، إنّ ابن مطيع خالفك، وكاتب عَبْد الْمَلِك، وأنت أحب إلينا من عَبْد الْمَلِك، فوجه عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الحارث فما كره المختار وَقَدْ كتبنا خبره.
قَالَ: وكتب المختار إِلَى ابْن الزُّبَيْر إني اتخذت الكوفة دارا، فَإِن سوغتني ذَلِكَ وأمرت بألف ألف درهم سرت إِلَى الشام وكفيتك أمره، فَقَالَ ابْن الزُّبَيْر: إِلَى مَتَى أماكر كذاب ثقيف ويماكرني ثُمَّ تمثل:
عاري الجواعر من ثمود أصله ... عَبْد ويزعم أنه من يقدم
وكتب إِلَيْهِ: لا والله ولا درهمًا، وَقَالَ:
ولا أمتري بالهون حَتَّى يدرني ... وإني لآبى الخسف مَا دمت أسمع
فجاهره المختار عندها ونصب لَهُ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِي: أعظمت ربيعة قتل إياس وابنه، وَقَالُوا: نقتل بهما إِبْرَاهِيم بْن الأشتر، فَقَالَ سراقة البارقي:
أتوعدنا ربيعة فِي إياس ... وَمَا تدري ربيعة مَا تقول
ولولا رفعنا عَنْهُم لكانوا ... كمن غالته فِي الأيام غول
لإبراهيم أمنع من سهيل ... إِذَا طارت من الفزع العقول
وأمنع جانبا من ليث غاب ... جريء دونه أجم وغيل
وأصدق عدوة منه إِذَا مَا ... تدمى من فريسته التليل
حَدَّثَنِي رَوْحُ بْن عَبْد الْمُؤْمِنِ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَة عَنِ الحكم قَالَ:
صليت خلف أَبِي عَبْد اللَّهِ الجدلي، زمن الكذاب، وَكَانَ الكذاب استخلفه

الصفحة 447