كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 6)

حَدَّثَنِي الْمَدَائِنِي قَالَ: قدم مُحَمَّد بْن الأشعث البصرة وَهُوَ ينادي:
واغوثاه تركنا السيوف تنطف وقلف العبيد فِي الأحراح، وَكَانَ عَلَى البصرة القباع، فقدم المصعب عَلَى بقية ذاك.
وَقَالَ ابْن قَيْس الرقيات يمدح مصعبًا:
والذي نغص ابن دومة ما يو ... حي الشياطين والسيوف ظماء
فأباح العراق يضربهم بالسي ... ف صلتا وَفِي الضراب جلاء
ملكه ملك رحمة لَيْسَ فِيهِ ... جبروت منه ولا كبرياء [1]
وَقَالَ ابْن الكلبي: بعث مُصْعَب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حجر بْن عدي وعبد رب بْن حجر، وعمران بْن حذيفة بْن اليمان، فقتلهم صبرا. وكانوا خرجوا مَعَ المختار.
حَدَّثَنِي يُوسُف بْن مُوسَى الْقَطَّان عَنْ جَرِير بْن عَبْد الحميد عَنِ المغيرة قَالَ: قتل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَلِي مَعَ مُصْعَب يَوْم المختار.
وَحَدَّثَنِي عَبَّاس بْن هشام عن أَبِيهِ عن عوانة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لما وفد مُصْعَب عَلَى أخيه بَعْد قتل المختار قَالَ لابن عُمَر: مَا تقول فِي قوم خلعوا ربقة الطاعة، وسفكوا الدماء وقاتلوا فقوتلوا، حَتَّى إِذَا غلبوا دخلوا حصنا فسألوا الأمان عَلَى الحكم، فأعطوا ذَلِكَ ثُمَّ أخرجوا فقتلوا؟ قَالَ: وكم العدة؟ قَالَ: خمسة آلاف، قَالَ فسبح ابْن عُمَر، ثم قال: عمّرك الله يا بن الزُّبَيْر، لو أَن رجلا أتى ماشية لآل الزُّبَيْر فذبح منها خمسة آلاف ألم تكن تراه مسرفًا؟ قَالَ: فسكت فلم يجبه، فَقَالَ: ألم يكن فيهم من ترجى لَهُ التوبة، ألم يكن فيهم مستكره.
__________
[1] ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات- ط. دار صادر بيروت، ص 90- 91 مع فوارق.

الصفحة 452