كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

فجاهل يحرم عليك الخوض في الحديث، فإنك أتيت هنا بطامات، أولها: أنه لا وجود لمحمد بن سلمة في سند الحديث (¬1) , قال أحمد [1/ 317]: حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثنا عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة عن ابن عباس به، ويعقوب شيخ أحمد هو ابن إبراهيم الزهرى.
ثانيها: أنه لا وجود لراو اسمه: محمد بن سلمة السعدى مطلقا لا في الضعفاء ولا في الثقات.
ثالثها: أن محمد بن إسحاق ثقة وغاية ما فيه التدليس، وقد صرح في هذا الحديث بالسماع كما سبق، وأيضًا فقد ورد من غير طريقه عند أحمد نفسه، فإنه رواه أيضًا عن حجاج عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو به (¬2).
رابعها: أن عمرو بن أبي عمرو ثقة من رجال الصحيحين المتفق عليهما.

3158/ 8209 - "مَلْعُونٌ مَنْ لَعِبَ بالشّطْرَنْج، وَالنَّاظِرُ إلَيْهَا كَالآكِلِ لَحْمَ الخِنْزِيرِ".
عبدان وأبو موسى وابن حزم عن حبة بن مسلم مرسلًا
قال في الكبير: أخرجوه كلهم في الصحابة من طريق عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن حبة، وفي الميزان: أنه خبر منكر، وروى الجملة
¬__________
(¬1) قد روى أحمد الحديث في مسنده (1/ 217) من طريق محمد بن مسلمة -كذا وقع في المسند- عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو به. فلعل وقع في المسند تحريف سلمة إلى مسلمة، خاصة وأنه مترجم لمحمد بن سلمة في التهذيب (25/ 289، رقم 5255) وهو محمد بن سلمة بن عبد اللَّه الباهلى أبو عبد اللَّه الحرافى وليس السعدى، وقد روى عن محمد بن إسحاق، وروى عنه أحمد بن حنبل كما في هذا الحديث واللَّه أعلم.
(¬2) رواه (1/ 317): "لعن اللَّه من غير تخوم الأرض،. . . ".

الصفحة 13