كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

الميزان: قال ابن عدى: رأيت له غير حديث منكر، ثم ساق له هذا، وقال: هذا بهذا الإسناد لا أصل له، فما أوهمه صنيع المصنف أن مخرجه ابن عدى خرجه وسلمه غير صواب.
قلت: فيه أمور، الأول: الكذب على صنيع المصنف فإنه رمز له بعلامة الضعيف.
الثانى: الكذب على ابن عدى فإنه ما سلم ولا تعقب، وإنما ضعف الراوى وخرج الحديث في ترجمته ليستدل به على ضعف الراوى كما بيناه مرارًا.
الثالث: التدليس في قوله: أورده الذهبى في الضعفاء وقال في الميزان, فإن الضعفاء هو الميزان (¬1).
الرابع: الجهل بأن هذا الحديث مر في حرف الألف معزوا لأحمد والترمذى والحاكم، وصححه من حديث أبي هريرة بلفظ: "إن حسن الظن باللَّه من حسن عبادة اللَّه".
ولو علم ذلك لأسخف سخافته المعهودة أيضًا.

3174/ 8245 - "مِنْ حينِ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَى مَسْجِدِهِ فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَالأُخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً".
(ك. هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: فظاهر صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة، وهو
¬__________
(¬1) قد أورده الذهبى في المغنى في الضعفاء (1/ 282، رقم 2612) وقال: تكلم فيه أبو أحمد بن عدى اهـ. وأورده في الميزان (2/ 219، رقم 3498) وقال ما ذكره المناوى بتمامه، وللذهبى المغنى في الضعفاء، وديوان الضعفاء, وهما غير الميزان, فاللَّه أعلم بمراد المصنف.
وقد ذكر ابن عدى الحديث في ترجمة سليمان (3/ 291) وقال ما ذكره عنه المناوى بتمامه أيضًا، واللَّه أعلم.

الصفحة 26