كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

الثانى: أن المؤلف غير ملزم بتقليد الخطيب فيما قال: فقد يكون كلامه حقا وقد يكون باطلا، فله رأيه وللمؤلف رأيه.
الثالث: أن داود الظاهرى إمام أهل الظاهر ثقة زاهد ورع يجل قدره أن يعلل به حديث، والأزدى نفسه مجروح وكلامه في الجرح مردود, لأنه يجرح بلا تثبت ولا تحقيق، والذهبى نفسه يعيبه بذلك، ويقول: لسانه في الجرح رهقا، وتبرأ منه هنا فقال عقب كلامه: كذا قال، ثم نقل عن الخطيب أنه قال: كان إماما ورعا زاهدا ناسكا. . . إلخ.
ومن لم يميز بين كلام الرجال، ولم يكن له ذوق ومعرفة في ذلك، فإنما يضر ولا ينفع، ويفضح نفسه ويأتى بالطامات كالشارح.
الرابع: أنه سكت عن تعقب المؤلف لابن الجوزى الذي فيه النقل عن الحافظ العراقى بأن قول أحمد في ذلك لا يصح عنه مع بيان شواهد الحديث.
فابن الحوزى أورد الحديث [2/ 236]، ثم نقل عن أحمد أنه قال: أربعة أحاديث تدور عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الأسواق ليس لها أصل: "من بشرنى بخروج آذر بشرته بالجنة" و"من آذى ذميًا فأنا خصمه يوم القيامة"، و"نحركم يوم صومكم" و"للسائل حق وإن جاء على فرس" فتعقبه المؤلف بقول الحافظ العراقى في نكته على ابن الصلاح: لا يصح هذا الكلام عن أحمد، فإنه أخرج منها حديثًا في المسند وهو حديث: "للسائل حق وإن جاء على فرس"، قال: وقد ورد من حديث على وابنه الحسين وابن عباس والهرماس بن زياد، ثم ذكر مخرجيها، ثم قال: وكذلك حديث: "من آذى ذميًا" هو معروف أيضًا.
فروى أبو داود [3/ 168، رقم 3052] من رواية صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن آبائهم دنية عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ألا من ظلم معاهدا أو أنقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس

الصفحة 33