كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

اصطلاح المتأخرين في العزو إلى النسائى وعد سننه من الكتب الستة إنما هو إلى الصغرى دون الكبرى, وهذا الحديث لم يخرجه النسائى في الصغرى أصلا، وإنما أخرجه في الكبرى (¬1)، والمصنف لا يعزو إلى الكبرى وإنما يعزو إلى ما هو من الكتب الستة، وهو المجتبى الذي هو السنن الصغرى، فسقط هذيان الشارح وبان جهله.
الرابع: أنه أخذ عزوه الحديث إلى النسائى من كلام الحافظ في الفتح، فإنه قال على قول البخارى تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبرى ما نصه [11/ 240]: أما متابعة أبي حازم وهو سلمة بن دينار فأخرجها الإسماعيلى من طريق عبد العزيز بن أبي حازم: حدثنى أبي عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي هريرة، كذا أخرجه الحفاظ عن عبد العزيز وخالفهم هارون ابن معروف فرواه عن ابن أبي حارم عن أبيه عن سعيد المقبرى عن أبيه عن أبي هريرة أخرجه الإسماعيلى، وادخاله بين سعيد وأبي هريرة فيه رجلا من المزيد في متصل الإسناد، وقد أخرجه أحمد والنسائى من رواية يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة بغير واسطة اهـ. فالحافظ وإن كان في كلامه إيهام، حث أطلق العزو ولم يقيده بالكبرى, وهو خروج منه عن الجادة إلا أن في المقام ما يبينه، فإنه يتكلم على تفسير الآية التي احتج بها البخارى وفسرها بالحديث المذكور، ومعلوم عند أهل الحديث أن السنن الصغرى للنسائى الذي هو من الكتب الستة خاص بالأحكام ليس فيه تفسير، وإنما ذكر التفسير في الكبرى.
ومن تصدى لشرح الجامع الصغير والكلام على العزو والتخريج وفنون الصناعة يجب أن يكون من أهلها لا دخيلا فيها كالمناوى.
¬__________
(¬1) أخرجه النسائى في الكبرى في كتاب الرقائق كما في تحفة الأشراف (9/ 472، 495 رقم 12959، 13048)، تنبيه: كتاب الرقائق لم يطبع.

الصفحة 44