كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

وهذه من أصغر أوهام الشارح رحمه اللَّه.
السابع: قوله: أما المرفوع فحكم ابن الجوزى بوضعه من جميع طرقه باطل، فإن ابن الجوزى أورد حديث ابن عباس [3/ 92] من طريق يحيى الحمانى عن مندل بن على عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، وأعله بيحيى الحمانى لأنه كذاب مع أن الحمانى توبع عليه، فقد رواه ابن حبان في الضعفاء, قال [3/ 25]: حدثنا محمد بن صالح بن ذريح ثنا جبارة ابن المغلس ثنا مندل به.
ورواه أبو مسلم الكشى، وأبو نعيم في الحلية من طريقه قال [3/ 351، 352]:
حدثنا مالك بن زياد ثنا مندل به.
ورواه البيهقى في السنن من طريق أبي الصلت [6/ 183]: ثنا مندل بن على.
فبرئ الحمانى من عهدته، وكذلك توبع مندل عليه قال البيهقى [6/ 183]: وقد روى ذلك من وجه آخر عن عمرو بن دينار وفيه نظر.
ثم رواه من طريق أحمد بن داود السمنانى [6/ 183]:
ثنا محمد بن السرى ثنا عبد الرزاق أنبأنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أهدى إليه وعنده قوم فهم شركاء".
قال البيهقى [6/ 183]: وكذلك رواه أبو الأزهر عن عبد الرزاق.
فهذه طرق لم يذكرها ابن الجوزى، ثم ذكر ابن الجوزى طريقًا آخر أخرجه العقيلى من طريق عبد السلام بن عبد القدوس عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا به، وأعله بعبد السلام وقال: إنه يروى الموضوعات, وتعقبه الحافظ السيوطي بأن ابن عساكر رواه من وجه آخر من طريق سليمان

الصفحة 48