كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

قلت: فيه أمور، الأول: أن عدم سماع عطاء بن يسار من سلمان دعوى لا دليل عليها، فإن سلمان لما توفى كان عطاء ابن سبع عشرة أو ست عشرة سنة، ودون هذا السنن بكثير ثبت لأقوام السماع.
الثانى: أن سلمة بن كلثوم ليس بمجهول الحال بل هو معروف، قال أبو توبة: كان من العابدين، ولم يكن في أصحاب الأوزاعى [أفضل] منه، وقال أبو اليمان: كان ثقة يقاس بالأوزاعى، وقال الدارقطنى: هو شامي يهم كثيرًا.

3200/ 8298 - "مَنِ اتَّقَى اللَّه عَاشَ قَوِيًا وَسَارَ في بِلَادِهِ آمِنًا".
(حل) عن على
قال الشارح: كذا وقع في نسخ الكتاب، وهو في خط مؤلفه، ولفظ الرواية: "وسار في بلاد عدوه".
وقال في الكبير: كذا فيما وقفت عليه من النسخ لكن لفظ رواية العسكرى: "وسار في بلاد عدوه آمنًا"، ثم قال عقب عزوه: ورواه بهذا اللفظ العسكرى عن سمرة مرفوعًا.
قلت: فيه أمور، الأول: أنه قال في الصغير: ولفظ الرواية, فأفاد أن رواية أبي نعيم هي كما يقول لا كما ذكره المصنف، وعزا ذلك في الكبير للعسكرى، فبان أن قوله في الصغير: "ولفظ الرواية" كذب منه وتلبيس.
الثانى: أن المصنف عزا الحديث لأبي نعيم، وهو استدرك عليه برواية العسكرى، وهذا على الجهل أو التجاهل يكون الرواة والمخرجين لا تكاد تتفق رواياتهم إلا في القليل النادر، بل الأقل الأندر وسائر الروايات مختلفة.
الثالث: أنه اعترف أخيرًا بأن رواية العسكرى هي في عرف أهل الحديث حديث آخر، لأنه قال: ورواه العسكرى عن سمرة، وحديث المتن الذي رواه أبو نعيم حديث على عليه السلام فهما حديثان.

الصفحة 50