كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

حدثنا أبو نصر النجار ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن أدهم عن أبي عبد اللَّه قال: قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: من اتقى اللَّه لم يشف غيظه، ومن خاف اللَّه لم يفعل ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون.

3203/ 8301 - "مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَقَاهُ كلَّ شَيءٍ".
ابن النجار عن ابن عباس
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الخطيب في تاريخه باللفظ المزبور، فما أوهمه صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأحد من المشاهير غير جيد.
قلت: الحديث لم يخرجه الخطيب (¬1) باللفظ المزبور كما ادعاه، بل افتراه أصلا، وليس في تاريخ الخطيب حديث مصدر بـ "من اتقى" أصلا وعلى فرض أنه أخرجه ولم يعزه إليه المصنف فكان ماذا؟ بل لو أخرجه عشرون مثل الخطيب ولم يعزه إلى واحد منهم واقتصر على عزوه إلى ابن النجار لكان جيدا، ومن أين يوهم عزو الحديث إلى مخرج أنه لا يوجد عند غيره؟ لا في اللغة ولا في الاصطلاح، اللهم إلا أن يكون في عرف الجهلة.

3204/ 8302 - "مَنْ أَثْكَلَ ثلَاثَةً مِن صُلْبِهِ فِي سَبيلِ اللَّه فاحْتَسَبهُمْ علَى اللَّهِ وجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ".
(طب) عن عقبة بن عامر
قال في الكبير: قال الهيثمى: رجال الطبرانى ثقات اهـ. وقال المنذرى بعد ما عزاه لأحمد والطبرانى باللفظ المذكور من الوجه المزبور: رواته ثقات، فكان ينبغى للمؤلف عزوه لأحمد، أو هو أولى بالعزو من الطبرانى، ثم إنه أيضًا قد رمز لحسنه فكان حقه أن يرمز لصحته.
¬__________
(¬1) والحديث قد أخرجه الخطيب في تاريخه (14/ 431) باللفظ المذكور، وهو: "من اتقى. . . " واللَّه أعلم.

الصفحة 55