كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

الكل بسند ضعيف، قاله الحافظ العراقى، فإفراد المصنف البيهقى بالعزو له غير جيد.
قلت: بل هو جيد، ولا يكلف اللَّه نفسًا إلا وسعها، وما قال أحد من خلق اللَّه أن الاقتصار في العزو إلى واحد غير جيد، [ثم] ها هو نقل عن الحافظ العراقى أنه عزاه للبخارى في التاريخ والطبرانى في الأوسط مع أن ابن المبارك رواه قبل كل هؤلاء، فقال:
أخبرنا جهم بن أوس قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي مريم ومر به عبد اللَّه بن رستم في موكبه فقال لابن أبي مريم: إنى لأشتهى مجالستك وحديثك، فلما مضى قال ابن أبي مريم: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تغبطن فاجرا بنعمة، إن له عند اللَّه قاتلا لا يموت"، فبلغ ذلك وهب بن منبه فأرسل إليه أبا داود الأعور: ما قاتل لا يموت؟ قال ابن أبي مريم: النار.
ومن طريق ابن المبارك رواه البخارى في التاريخ [2/ 232، رقم 2296] في ترجمة جهم بن أوس.
ورواه أيضًا البغوى في التفسير في سورة الحجر من طريق ابن المبارك أيضًا إلا أنه قال في المتن: "لا تغبطن فاجرا بنعمته فإنك لا تدرى ما هو لاقٍ بعد موته إن له عند اللَّه قاتلا لا يموت" وابن أبي مريم ضعيف.
لكن الحديث له طريق آخر أخرجه البخارى في التاريخ الكبير أيضًا [3/ 345، رقم 1169] في ترجمة زياد بضعة عن على بن المدينى:
حدثنا عبيد اللَّه بن عمر حدثنا يزيد بن زريع ثنا عمر بن محمد عن نافع عن زياد بضعة عن أبي هريرة به.
وقال -أيضًا: قال أيوب بن سليمان بن بلال:

الصفحة 573