كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

3206/ 8304 - "مَنِ اجْتَنَب أَرْبَعًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، الدِّمَاءَ والأَمْوَالَ والْفُروُجَ والأَشْرِبَةَ".
البزار عن أنس
قال في الكبير: رمز لحسنه، قال الهيثمى: وفيه رواد بن الجراح، قال ابن معين، وغيره: يغلط في حديث سفيان دون غيره، قال الهيثمى: وهذا من حديثه عن سفيان، وعد في الميزان هذا من مناكير رواد، ومن ثم قال ابن الجوزى: حديث لا يصح.
قلت: فيه أمور، الأول: أنه حذف من كلام الهيثمى ما لا يوافق هواه وتدليسه وتلبيسه، فإن الحافظ الهيثمى قال ما نصه: وفيه رواد بن الجراح وثقه ابن معين وغيره، وقال: إنما غلط في حديث سفيان، قال: وهذا من حديثه عن سفيان اهـ.
فانظر كيف حذف قوله: "وثقه ابن معين وغيره" ليظهر خطأ المصنف في حكمه بحسن الحديث.
الثانى: أن رواد بن الجراح صدوق صالح باتفاقهم، وإنما وصفه بعضهم بالغلط، والخطأ، والاختلاط آخر عمره، قال الدورى عن ابن معين: لا بأس به، إنما غلط في حديث سفيان، وقال عثمان الدارمى عن ابن معين: ثقة، وقال معاوية عن ابن معين: ثقة مأمون، وقال أبو حاتم: تغير حفظه في آخر عمره، وكان محله الصدق، وقال ابن عدى: كان شيخا صالحًا، وفي حديث الصالحين بعض النكرة، إلا أنه يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويخالف، وقال أحمد: لا بأس به صاحب سنة، إلا أنه حدث عن سفيان بمناكير، فهذه هي أوصاف راوى الحديث الحسن، بل والصحيح، فكم من رجال الصحيحين من قيل فيه أكثر من هذا بمراحل، بل فيهم من وصفوه بالكذب ووضع الحديث.

الصفحة 59