كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

3716/ 9884 - "لا رِضَاعَ إِلا مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ".
(هـ) عن ابن الزبير
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو فيه تابع للترمذى لكنه بين أنه من رواية فاطمة بنت النذر بن الزبير بن العوام عن أم سلمة اهـ، وقال جمع: إن فاطمة لم تلق أم سلمة ولم تسمع منها ولا من عائشة، وإن تربت في حجرها. قلت: هكذا الخبط والتخليط وإلا فلا، فالمصنف أورد الحديث من عند ابن ماجة، وهو انتقل يتكلم على حديث الترمذى، وحديث المتن من رواية عبد اللَّه بن الزبير، وهو صار يتكلم على حديث أم سلمة بكلام غير مفهوم، ثم من عرفه بأن المصنف تابع للترمذى في تحسين الحديث الذي قد يكون المصنف ما رآه ولا استحضره ساعة الكتابة، وكيف وهو حديث آخر بلفظ آخر لا يدخل في هذا الحرف؟.
فابن ماجه قال [1/ 626، رقم 1946]:
حدثنا حرملة بن يحيى ثنا عبد اللَّه بن وهب أخبرنى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عبد اللَّه بن الزبير أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء"، فأين فاطمة بنت المنذر؟ وأين أم سلمة؟ ثم إن المصنف حسن الحديث لأجل ابن لهيعة، والترمذى قال عن حديث أم سلمة: حسن صحيح لا حسن فقط، فكيف نسى المصنف ولم يقل حسن صحيح كما قال؟ ولفظ الترمذى [3/ 449، رقم 2152]:
حدثنا قتيبة ثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أم سلمة قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يحرم من الرضع إلا ما فتق الأمعاء في الثدى، وكان قبل الفطام" هذا حديث حسن صحيح، ومن هنا تعلم أنه لا أصل لما نقله

الصفحة 592