كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

الثالث: قال الذهبى في "الميزان": وروى عباس عن ابن معين: لا بأس به، إنما غلط في حديث سفيان يعنى: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها دخلت الجنة"، فهذا الذهبى حمل كلام ابن معين على غلطه في هذا الحديث خاصة لا في سائر أحاديثه عنه، كما فهمه الحافظ الهيثمى، والدليل للذهبى على ما فهم أن معاوية روى عن ابن معين أنه قال: ثقة مأمون، قال: وذاكره رجل بحديثه عن الثورى عن الزبير ابن عدى الهمذانى عن أنس "إذا صلت المرأة خمسها" فقال: تخايل له سفيان لم يحدثه سفيان هذا قط، إنما حدثه عن الزبير أتينا أنس نشكو الحجاج، فهذا مستند الذهبى في تخصيص كلام ابن معين، وهو من أصله ظن باطل لا يغنى من الحق شيئًا، ومن قبيح ما يرتكبه المحدثون وأهل الجرح التعديل، إنزالهم الظن والفهم الذي يفهمونه بحسب ذوقهم منزلة الواقع المقطوع به، كما بينا ذلك بدلائله في "درء الضعف عن حديث من عشق فَعَفَّ".
الرابع: قوله: وعَدَّ في الميزان هذا من مناكير رواد باطل، بل نقل الذهبى عن ابن عدى أنه قال: لا يتابع على حديثه، ثم ذكر هذا الحديث يعنى من التي لم يتابع عليها في علم ابن عدى، ولا يلزم من هذا أن لا يكون توبع عليه في الواقع، ولا يكون منكرًا على فرض تفرده به مع اعترافهم بصلاحه وصدقه.
الخامس: قوله: ومن ثم قال ابن الجوزى: حديث لا يصح، من المعلوم أن ابن الجوزى غير معتبر قوله في الحكم على الأحاديث, لأنه قريب من الشارح في عدم التحقيق وفهم الحديث كما ينبغى، وإن كان الشارح لا يبلغ درجته إنسان على ما أعلم، وابن الجوزى أخذ هذا من إمامه أحمد بن

الصفحة 60