كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

حنبل، فقد قال أبو بكر بن زنجويه: قال لي أحمد: لا تحدث بهذا الحديث يعنى حديث رواد عن الثورى عن الزبير بن عدى عن أنس: "أربع من اجتنبهن دخل الجنة: الدماء والأموال والأشربة والفروج". وهذا لا يلزم منه ما فهمه ابن الجوزى, لأنه رأى مجرد لأحمد، وكم حديث صحيح نهى أحمد عن التحديث به أو حكم ببطلانه كأمثاله من المتقدمين كابن معين وأبي زرعة وأبي حاتم، وبالجملة فما حكم به المصنف هو البخارى به قواعد أهل الحديث واللَّه أعلم.

3207/ 8305 - "مَنْ أَجْرَى اللَّه عَلَى يَدَيْهِ فَرَجًا لِمُسْلِمٍ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ".
(خط) عن الحسن بن على
قال الشارح: وضعفه الدارقطنى.
وقال في الكبير: فيه المنذر بن زياد الطائى، قال الذهبى: قال الدارقطنى: متروك.
قلت: كلامه في الصغير يفيد أن الدارقطنى تكلم على الحديث نفسه، وقال: إنه حديث ضعيف، وكلامه في الكبير مصرح بأن الدارقطنى لم يتكلم على الحديث، وإنما تكلم في المنذر بن زياد الذي هو أحد رواته، فقال: إنه متروك.
فانظر إلى قلة أمانة هذا الرجل وعدم تحقيقه الذي أفقد الثقة به وبنقله، فقد يكون الدارقطنى لم يرو هذا الحديث ولم يسمع به قط، وقد يكون رأيه فيه أنه موضوع لا ضعيف فقط كما نسبه إليه الشارح بتهوره، فإن منذر بن زياد المذكور متهم بوضع الحديث عند المحدثين كما صرح به الساجى وغيره

الصفحة 61