كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)

وهذا لا يقال في حقه مجهول، إذ قد يكون معروفًا ولم يعرفه الحافظ الهيثمى، ولا وقف على ترجمته، وإنما يقال مجهول عمن لا يعرف أصلًا، أو ينص عليه المتقدمون أنه مجهول.
الثانى: أنه نقل عن الهيثمى أنه قال: وفيه من لم أعرفهم، ثم ترجم ذلك في الصغير بقوله: وفيه مجهول، وكان حقه أن يقول: وفيه مجاهيل، مع أنه تحريف منه أيضًا، فإن الحافظ الهيثمى قال: وفيه من لم أعرفه بضمير المفرد.
الثالث: قوله: فقال السخاوى: فيه إسماعيل بن يحيى. . . إلخ غلط فاحش، وخطأ مضحك ما ابتلى اللَّه بالإكثار منه إلا هذا الرجل بجرأته على المصنف وتقصيره إياه بالباطل، فلا الحافظ السخاوى قال: فيه إسماعيل بن يحيى ولا هو موجود في سند الحديث، وإنما يوجد إسماعيل بن يحيى في سند حديث جابر بن عبد اللَّه، وكذلك قال الحافظ السخاوى، وإليك نصه في "المقاصد الحسنة" [ص 619 - 620]: حديث "من أحب قومًا حشر معهم". ذكره بهذا اللفظ الحاكم قبيل المغازى من صحيحه المستدرك [جازما به] بلا سند، وشاهده: "المرء مع من أحب" وقد مضى اهـ.
ونصه في الحديث المذكور [ص 598] بعد ذكر بعض طرقه وألفاظه: وفي آخر عن أبي قرصافة: "من أحب قومًا ووالاهم حشره اللَّه فيهم"، وفي آخر عن جابر: "من أحب قومًا على أعمالهم حشر معهم يوم القيامة"، وفي لفظ: "حشر في زمرتهم"، وفي سنده إسماعيل بن يحيى التيمى ضعيف اهـ.
فانظر كيف نقل إسماعيل بن يحيى من حديث جابر إلى حديث أبي قرصافة.
وحديث جابر المذكور أخرجه الخطيب [5/ 196] في ترجمة أحمد بن هارون المعروف بشيطان الطاق من روايته عن الحسن بن يزيد الجصاص:

الصفحة 74