كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)
وذكر متنه، والحافظ الهيثمى عزاه لأحمد والبزار، ومن عرف الشارح أن سندهما هو سند البيهقى في الشعب حتى يتعقبه بمن ذكر، لا سيما ويحيى ابن أبي طالب أصغر من أحمد ومن أقران البزار، فإذا روى البيهقى من طريقه فهو متأخر عنه، بخلاف أحمد والبزار.
قال أحمد [2/ 298]:
حدثنا محمد بن جعفر وهاشم قالا: حدثنا شعبة أخبرنى يحيى بن أبي سليم سمعت عمرو بن ميمون عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا للَّه"، فأين يحيى بن أبي طالب؟!
الثالث: وحتى لو كان فيه يحيى بن أبي طالب فهو ثقة كما ستعرف، والشارح حذف من كلام الذهبى، وغير صورته حتى يتمشى مع انتقاده وتعقبه بالباطل، وإليك كلام الذهبى بنصه: يحيى بن أبي طالب جعفر بن الزبرقان قال: محدث مشهور عن يزيد بن هارون وطبقته، وثقه الدارقطنى وغيره، وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب عني في كلامه، ولم يعن في الحديث فاللَّه أعلم، والدارقطنى فمن أخبر الناس به اهـ (¬1) فحذف المناوى قول الذهبى وغيره ليبقى أن الدارقطنى وثقه وحده، وحذف منه قوله: إنما عني موسى بن هارون أنه يكذب في كلامه لا في الحديث وحذف منه تعقب الذهبى على موسى بن هارون، بأن الدارقطنى أعرف بيحيى منه، فكلامه مقدم عليه.
الرابع: أن الذهبى قال هذا في الضعفاء الذي هو الميزان (¬2)، فما معنى قول
¬__________
(¬1) انظر الميزان (4/ 386، رقم 9547).
(¬2) تنبيه: للذهبى المغنى في الضعفاء, وديوان الضعفاء، وهما غير الميزان.
الصفحة 78
629