كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 6)
وقال في الكبير: قال الهيثمى: فيه محمد بن حفص الرصافى، ضعيف اهـ.
قلت: لقد أتى الشارح في الكلام على هذين الحديثين بتخاليط كثيرة، الأول: قوله: وزاد أحمد في روايته "وعليه لعنة اللَّه وغضبه". . . إلخ، فإن أحمد لم يخرج هذا الحديث، وإنما خرج الحديث الذي بعده بلفظ [3/ 354، 393]: "فقد أخاف ما بين جنبى"، فقوله: انتهى بنصه (¬1)، كذب.
الثانى: قوله: وهذا الحديث رواه الطبرانى في الكبير، وزاد على ذلك بسند حسن. . . إلخ، تكرار من جهة وتناقض من جهة، لأنه قدم عزوه لأحمد، ثم أعاد عزوه للطبرانى بذلك اللفظ.
الثالث: أن الطبرانى خرجه بنحو هذا اللفظ [7/ 144، رقم 6637] من حديث السائب بن خلاد لا من حديث جابر بن عبد اللَّه فهما حديثان، فكان يجب عليه ذكر صحابى الحديث رفعًا لإيهام أنه حديث واحد من رواية جابر بن عبد اللَّه (¬2).
الرابع: أن الحديث رواه الطبرانى في الكبير من جهتين في أحدهما: موسى ابن عبيدة الربذى [7/ 144، رقم 6637] وهو ضعيف، وفي الآخر
¬__________
(¬1) يعنى الحديث السابق، وقد أخرجه أحمد في مسنده (4/ 55، 56) من حديث السائب بن خلاد، وروى فيه الزيادة التي ذكرها المناوى بتمامها.
(¬2) لم يذكر المناوى صحابى الحديث، لأن رواية أحمد والطبرانى من حديث السائب ابن خلاد، فهما حديث واحد.