كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 6)

{إِن رَبك هُوَ أعلم بِمن ضل عَن سَبيله وَهُوَ أعلم بالمهتدين (7) فَلَا تُطِع المكذبين (8) ودوا لَو تدهن فيدهنون (9) وَلَا تُطِع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء} . تَعَالَى: {واسأل الْقرْيَة} أَي: أهل الْقرْيَة.
قَوْله تَعَالَى: {إِن رَبك هُوَ أعلم بِمن ضل عَن سَبيله وَهُوَ أعلم بالمهتدين} ظَاهر الْمَعْنى.
قَوْله تَعَالَى: {فَلَا تُطِع المكذبين} يَعْنِي: المكذبين بآيَات الله.
وَقَوله: {ودوا لَو تدهن فيدهنون} أَي: تضعف فِي أَمرك فيضعفون، أَو تلين لَهُم فيلينون.
والمداهنة معاشرة فِي الظَّاهِر، ومحالمة من غير مُوَافقَة الْبَاطِن.
وَقَالَ القتيبي فِي معنى الْآيَة: إِن الْكفَّار قَالُوا للنَّبِي نعْبد مَعَك إلهك مُدَّة، وَتعبد مَعنا إلهنا مُدَّة، فَهُوَ معنى قَوْله: {ودوا لَو تدهن فيدهنون} أَي: تميل إِلَى مُرَادهم فيميلون إِلَى مرادك.
قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تُطِع كل حلاف مهين} قَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة.
وَعَن مُجَاهِد: هُوَ الْأسود بن عبد يَغُوث.
وَعَن بَعضهم: هُوَ الْأَخْنَس بن شريق.
وَقيل: هُوَ على الْعُمُوم.
وَقَوله: {كل حلاف} أَي: كثير الْحلف.
وَقَوله: {مهين} أَي: حقير، وَمَعْنَاهُ هَاهُنَا: قلَّة الرَّأْي والتمييز.
وَقَوله: {هماز} أَي: (عتاب) مغتاب طعان فِي النَّاس.
وَقَوله: {مشاء بنميم} أَي: بالنميمة، وَهُوَ نقل الحَدِيث من قوم إِلَى قوم.
وَقد ثَبت عَن النَّبِي بِرِوَايَة حُذَيْفَة أَنه قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات) أَي: نمام.
وَعنهُ

الصفحة 20