كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 6)

بالأنواء، وما كان بدءُ إشراكها إلاَّ التكذيب بالقدر". رواه الطبراني في " الكبير " و" الصغير " إلاَّ أنه قال: " ما هلكت أمةٌ قطُّ حتى تُشْرِكَ بالله، ولا أشركت أمة بالله حتى يكون أول إشراكها التكذيب بالقدر " من طريق عمر بن يزيد النصري من بني نصر (¬1).
والسابع والثلاثون: عن معاذ، قال - صلى الله عليه وسلم -: " ما بعث الله نبياً قط إلاَّ وفي أمته قَدَرِيَّة ومرجئة (¬2) يُشوِّشُون عليه أمر أمته، ألا وإن الله قد لعن القدرية والمرجئة على لِسان سبعين نبياً ". رواه الطبراني وفيه بقية، ويزيد بن حصين ولم أعرفه (¬3).
¬__________
(¬1) هو في " الصغير " للطبراني (1059)، و" السنة " للالكائي (1114) من طريق العباس بن الوليد بن مريد البيروتي، وأخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (322) عن دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، كلاهما عن محمد بن شعيب بن شابور، عن عمر بن يزيد النصري، عن عمرو بن مهاجر، عن عمر بن عبد العزيز، عن يحيى بن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو رفعه. وأورده البخاري في " التاريخ الكبير " 8/ 300 عن دحيم، به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عمر بن يزيد النصري روى عنه اثنان وأورده البخاري في " تاريخه " 6/ 205، وابن أبي حاتم 6/ 142 ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن حبان في " المجروحين " 2/ 89: كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق، وإن اعتُبر بما يوافق الثقات فلا ضير، ثم أعاد ذكره في " الثقات " 7/ 179 إلا أنه قال: في روايته أشياء، وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته من " الميزان " 3/ 232.
ويحيى بن القاسم وأبوه مجهولان: يحيى بن القاسم لم يرو عنه غير عمر بن عبد العزيز، وأورده البخاري 8/ 300، وابن أبي حاتم 9/ 182 ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7/ 607، وأبوه القاسم بن عبد الله لم يرو عنه غير ابنه يحيى ذكره ابن أبي حاتم 7/ 111 ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/ 303.
(¬2) في (أ) و (ف): جبرية، وهو خطأ.
(¬3) الطبراني في " الكبير " 20/ (232)، وأخرجه أيضاً ابن أبي عاصم (325)، =

الصفحة 297