كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 6)

والتشديد (¬1)، وقد أفردت هذا المعنى في جزءٍ مفرد ولله الحمد، وأوضحت فيه أنه لا رابطة عقلية ولا شرعية بين الحقِّ والعسر، ولا بين الباطل والسهولة لما صح من ضلال كثير من أهل الأعمال الشاقة من رهبان النصارى وخوارج هذه الأمة ومبتدعتها، وعكس ذلك والحمد لله رب العالمين.
ولذلك صح بلوغ صلاة الجماعة والصلاة في الحرم، وفي ليلة القدر، وعلى هذه الأحوال كلها تلك المبالغ العظيمة (¬2)، ومن ثم (¬3) صح تفضيل سورةٍ على سورة، وآيةٍ على آية، وكانت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] تعدل ثلث القرآن (¬4)، ومن ثم كان الحليم أفضل من المتحلِّم ونحو ذلك، ومجموع
¬__________
(¬1) يشير إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إن هذا الدين يُسرٌ، ولن يُشاد الدينَ أحدٌ إلاَّ غلبه، فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرواح وشيء من الدُّلْجة ". أخرجه البخاري (39)، والنسائي 8/ 121 - 122، وابن حبان (351)، والبيهقي في " السنن " 3/ 18 من حديث أبي هريرة.
(¬2) ساقطة من (ش).
(¬3) في (ش): العطفة.
(¬4) أخرج مالك 1/ 208، ومن طريقه البخاري (5013) و (6643) و (7374)، وأبو داود (1461)، والنسائي في " السنن " 1/ 171 وفي " عمل اليوم والليلة " (698) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يرددها، فلما أصبح غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُّها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده إنها لتَعْدِلُ ثلث القرآن ".
وأخرجه من طريق أخرى عنه: البخاري (5015) بلفظ: " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " فشق ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: " الله الواحد الصمد ثلث القرآن ".
وأخرجه من حديث أبي الدرداء: مسلم (811)، والدارمي 2/ 460، وأحمد 6/ 442 و447، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (701).
وأخرجه من حديث أبي هريرة: مسلم (812)، والترمذي (2900).

الصفحة 31