كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 6)

أبو عبد الله محمد بن غليون الصنهاجي
من أهل باجة إفريقية. المعروف بالوقّاد. مشدد القاف. وآخره دال. قال: كان من أصحاب حمديس. روى عنه السّدري. وفي التعليق، أنه كان فقيهاً بمذهب مالك. قال المالكي: كان من أهل الفقه، ذا فهم جيد. وكان يجري بينه وبين ربيع القطان مناظرات في الفقه. قال ابن حارث: كان فقيهاً حافظاً. وكان الفقه والمناظرة وجودة القريحة، أغلب عليه، من الحفظ. وكان إذا ألقيت عليه مسألة، ينظر فيها. وقيل له: اسمع جوابها. قال: لا. حتى أعرف ما يظهر لي. إنما أريد أن أنتفع فيها. وقيل له: بل انتفع بعلم نفسي. وكان يتكلم في معاني الأحاديث، كلاماً حسناً. وكان من ذوي المروءة والهيئة الحسنة. وحكى عنه الفارسي: مسألة القملة، تسقط في قفيز قمح، لا يؤكل. مات بباجه. سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.

الصفحة 9