كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 6)

(أبو المليح عنه)
8562 - حدثنا بهز، حدثنا أبو عوانة، حدثنا قتادة، عن ابى مليح، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: عرس بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافترش كل رجل منا ذراع راحلته، قال: فانتهيت إلى بعض الليل، فإذا ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس قدامها أحدٌ، قال: فانطلقت أطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا معاذ بن جبل، وعبد الله بن قيس قائمان، قلت: أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالا: ما ندرى غير أنا سمعنا صوتًا بأعلى الوادى، فإذا مثل هزيز الرحل، قال: امكثوا يسيرًا، ثم جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال: «إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّى، فَخَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّى اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةُ» .
قال: فقلنا: ننشدك الله تعالى والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك، قال: «فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِى» ، فأقبلنا معانيق (¬1) إلى الناس، فإذا هم قد فزعوا، وفقدوا نبيهم.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّى، فَخَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّى اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةُ» . فقالوا: يا رسول الله ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك؟ فلما أضبوا عليه قال: «فَأَنَا أُشْهِدُ مَنْ يَحْضُرُ أَنَّ شَفَاعَتِى لِمَنْ لاَ يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِى» (¬2) .
رواه الترمذى عن هناد، عن عبدة عن سعيد بن أبى عروبة/ عن قتادة به، قال: وقد روى عن أبى المليح عن رجل [آخر] من
¬_________
(¬1) () معانيق إلى الناس: أى مسرعين جمع معناق. النهاية: 3/143.
(¬2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/28.

الصفحة 705