كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 6)

واسمه صَلَّى الله عليه وسلَّم فى الإِنجيل: طاب طاب، أَى طَيِّب، وفى التوراة: ماذماذ، أَى المرْجُوّ، وفى الزَّبُورِ: فارْقَلِيطا، أَى الفارِقُ بين الحقّ والباطل، وفى صحف إِبراهيمَ: "اخرايا قدماً" أَى السابِق الآخر، وفى صُحُفِ شِيت: "صام صام" أَى القَطَّاع بالحُجَّة، وفى صُحِفِ آدم: "مُقَنَّع"، وفى صحف شِعْيا وأَرْمِيا: قانِعٌ، وبين طوائِف الطيور عَبْد الجبّار، وبين البَهائِم: "عَبْدُ الغَفَّار"، وعند الجِنّ: "نبىُّ الرَّحْمة"، وعند الشَّياطين: "نَبِىّ المَلْحَمة".
وأَمّا مُعْجِزاتُه صلَّى الله عليه وسلَّم فقد حَصَرها جماعة فى مائة معجزة، وهى أَكثر من ذلك، وقال بعضُهم هى أَكثر من الأَلف، وهو الصّحيح، وقد ذكرنا أكثَرها فى مَحَلِّهَا من المبسوطات.
وأَمّا المائة المذكورةُ فى نَصّ القرآن من أَقوالِه وأَفعالِه وأَحواله: فأَقْسَمَ بِعُمْرِهِ بقوله تعالى {لَعَمْرُكَ} ، وذكر عينيه بقوله: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} ، وَنَظَرَه بقوله: {مَا زَاغَ البصر} ورُؤْيَته بقوله: {لَقَدْ رأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكبرى} ، وأُذُنه بقوله: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ} ، وكَلامه بقوله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى} ولِسانه بقوله: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} ، وَوَجْهَه بقوله: {قَدْ نرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السمآء} ، وعُنُقَه بقوله: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ} ، وقَلبه بقوله: {مَا كَذَبَ الفؤاد مَا رأى} ، وصَدْرَه بقوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} ، وظَهْره بقوله: {الذي أَنقَضَ ظَهْرَك} ، وَيَدَه بقوله: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ} ، ويَمِينَه بقوله: {وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} ، وجَنْبَه بقوله: {واخفض

الصفحة 14