كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 6)

{وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ} ، {وَلَمَّا دَخَلُواْ على يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ} ، {كذلك كِدْنَا لِيُوسُفَ} ، {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا} ، {وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ} ، {ياأسفى عَلَى يُوسُفَ} ، {تَالله تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ} ، {فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ} ، {هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ} ، {قالوا أَإِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ} ، {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} .
مَحَنَهُ الله تعالى بعَشْرِ مِحَنٍ، وكافأَه بعَشْرِ مِنَحٍ: الأَوَّل بِفراقِ أَبِيهِ، وختم بمَسَّرةِ: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش} ، وابْتُلِىَ بجَفاءٍ الإِخْوة وخَتم بمَسَرَّةِ: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً} ، وابْتُلِىَ بوَحْشَةِ الجُبِّ، وجُوزِىَ بفَرْحَة: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هاذا} ، وابْتُلِىَ بمَلكَة عَزِيزِ مِصْرَ وكُوفئ بمَلِكَة أَهْلِ مِصْرَ قاطِبَة: {مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرض} ، وابتُلِىَ بقَصْدِ زليخا، ونجا بشهادة طِفْلٍ لم يَنْطق بعدُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ} ، وابْتُلِىَ بِحيلَة نِساءِ مِصْرَ، وخُتِمَ ببراءتِه وقَوْلهنّ: {مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سواء} ، وابْتُلِىَ بدَعْوة الشَّيْطان، وصِينَ بِعصْمَة الرّحْمان: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السواء والفحشآء} ، وابْتُلِىَ بالسّجن والحَبْسِ، وكُوفئ بالمُلْكِ والسَّلْطَنَة: {ياأيها العزيز} ، وابْتُلِىَ بالزُّورِ والبُهْتان وصار ذلك أَظْهَر من كلّ عَيانٍ: {الآن حَصْحَصَ الحق} ، وابْتُلِىَ بالمالِ والمُلْكِ واتِّساع الدّنيا، وأُبْعِد عنه ضَرُّها بولاية المَوْلَى فى الآخِرَة والأُولَى: {أَنتَ وَلِيِّي فِي الدنيا والآخرة} .

الصفحة 49