كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (اسم الجزء: 6)

ويُرْوَى أَنَّ الله تعالى أَوْحى إِلى أَيّوب بأَنَّ هذا البلاء قد اختاره سبعون نبيًّا قَبْلَك، فما اخترتُه إِلاَّ لك، فلمّا أَراد الله كَشْفَه قال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضر} حتَّى زال عنه ما اختاره الله له. قال بعضهم:
اسْتَصْحِبِ الصَّبْر يوْماً ظَلُّ منْكوبا ... إِنْ كنتَ ذا قدْرةٍ أَو كنْت مغْلوباً
الصَّبْرُ لِلْفَرج المَرْجُوِّ مُنْعَرَجٌ ... الصَّبْرُ صَبْرٌ أَمَرّ المُرِّ مَقْلوبَا
يَعْقوبُ فى أَسَفٍ يَرْثِى لِصاحِبِه ... فالصَّبْر جاء بِه أَعْطاه يَعْقوبَا
أَيُّوب فى صَبْرِه يَشْكو مَضَرَّتَهُ ... أَشْفَى عليه الشفا فانْتابَ أَيُّوبَا
وكان أَيّوبُ ببلاد حَوْران من الشَّام، وقبره فى قرية بقرْب نَوَى، عليه مَشْهَدٌ ومَسْجِد وقريةٌ موقوفةٌ على مصالحه، وعينٌ جارية فيها قَدَمٌ فى حَجَرِ يقولون إِنَّه أَثَرُ قَدَمه، والناس يغتسلون من العَيْن ويشربون متبرّكين، ويقولون إِنَّها المذكورة فى القرآن، وهناك صخرة عليها مَشْهَدٌ يقولون إِنَّه كان يستند إِليها.

الصفحة 60