كتاب السنن الكبرى للنسائي - العلمية (اسم الجزء: 6)
( 176 قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه )
11228 - أنا قتيبة بن سعيد نا الليث عن عمران بن أبي أنس عن بن أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري أنه قال : تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال رجل هو مسجد قباء وقال الآخر هو مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو مسجدي هذا
11229 - أخبرني زكريا بن يحيى نا بن أبي عمر نا سفيان عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه قال : المسجد الذي أسس على التقوى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم
( 177 قوله تعالى ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين )
11230 - أنا محمد بن عبد الأعلى قال نا محمد يعني بن ثور عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ونزلت إنك لا تهدي من أحببت
11231 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا المخزومي أخبرني مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال : قلت لأنس أرأيتم معشر الأنصار أهذا الاسم كنتم تسمون به أم سماكم الله تبارك وتعالى قال بل سمانا الله به
( 178 قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } )
11232 - أنا يوسف بن سعيد حدثنا حجاج بن محمد نا ليث بن سعد [ ص 360 ] حدثني عقيل عن بن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال : فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صارخا أوفى على جبل بأعلى صوت يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فدهم الناس يبشرونا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على جبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته بشرني نزعت ثوبي فكسوته إياهما بشارة والله ما أملك غيرهما واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون لتهنئك توبة الله عليك قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا برسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ووالله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك فقلت من عندك يا رسول الله أو من عند الله قال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر قلت يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقا ما بقيت فوالله ما أحد من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن مما أبلاني وما تعلمون منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم كذبا وإني لأرجوا أن يحفظني الله فيما بقي فأنزل الله عز و جل { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة } تلا إلى { الصادقين } فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام بأعظم في نفسي من صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ الا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه حتى أنزل الوحي بشر ما قال لأحد سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم إلى الفاسقين قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله فيه فلذلك قال الله عز و جل وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله تخلفا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه