كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة
تائهٍ قد هَدَوه ".
وقد قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) (1)، فسمَّاه روحًا ونورًا، ليبين أن به الحياة والهدى، والهدى يتضمن اهتداء الحي إلى ما ينفعه هو، الذي يوجب لذته وفرحه وسروره، وذلك كما قال الله تعالى: (أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (2)،ولهذا قالت الملائكة: حيَّاك الله وبيَّاك (3)، أي أضحكك، والضحك إنما يكون عند السرور.
__________
(1) سورة الشورى: 52.
(2) سورة آل عمران: 169، 175.
(3) أخرجه الطبري في تفسيره (8/ 325) في أثر لسالم بن أبي الجعد.