كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ح وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: مَاتَ سُفْيَانُ بِالْبَصْرَةِ فَدُفِنَ لَيْلًا وَلَمْ نَشْهَدِ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ وَغَدَوْنَا عَلَى قَبْرِهِ وَمَعَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ فَتَقَدَّمَ جَرِيرٌ وَصَلَّى عَلَى قَبْرِهِ ثُمَّ بَكَى وَقَالَ:
[البحر البسيط]
§إِذَا بَكَيْتَ عَلَى مَيِّتٍ لِمَكْرُمَةٍ ... فَابْكِ الْغَدَاةَ عَلَى الثَّوْرِيِّ سُفْيَانَا
فَظَنَنْتُ أَنَّهُ كَانَ هَيَّأَ أَبْيَاتًا يَقُولُهَا فَسَكَتَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّبَّاحِ:
[البحر البسيط]
أَبْكِي عَلَيْهِ وَقَدْ وَلَّى وَسُؤْدَدُهُ ... وَفَضْلُهُ نَاضِرٌ كَالْغُصْنِ رَيَّانَا
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
[البحر الكامل]
§أَظَرِيفُ إِنَّ الْعَيْشَ كَدَرٌ صَفْوُهُ ... ذِكْرُ الْمَنِيَّةِ وَالْقُبُورِ الْهُوَّلِ
دُنْيَا تَدَاوَلَهَا الْعِبَادُ ذَمِيمَةً ... شِيبَتْ بَأَكْرَهَ مِنْ نَقِيعِ الْحَنْظَلِ
وَبَنَاتِ دَهْرٍ لَا تَزَالُ مُعَلَمَّه ... وَلَهَا فَجَائِعُ مِثْلُ وَقْعِ الْجَنْدَلِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي قُمَاشٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا نُعَيْمٌ، ثَنَا الْهَيْثَمُ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حُبَاشٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ:
[البحر الطويل]
§إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... وَلَاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا
نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ ... وَأَنَّكَ لَمْ تَرْصُدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا
الصفحة 372