كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 6)

قَالَ: وَقَالَ لِي سُفْيَانُ: §إِنِ اقْتَصَرْتَ عَلَى خُبْزِكَ وَبَقْلِكَ لَمْ يَسْتَعْبِدْكَ هَؤلَاءِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْبَنَّا، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ الرَّشِيدَ قَالَ لِزُبَيْدَةَ: §أَتَزَوَّجُ عَلَيْكِ، قَالَتْ زُبَيْدَةُ: لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ عَلَيَّ، قَالَ: بَلَى، قَالَتْ زُبَيْدَةُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَنْ شِئْتَ، قَالَ: تَرْضَيْنَ بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَجَّهَ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ: إِنَّ زُبَيْدَةَ تَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: تَمِّمِ الْآيَةَ يُرِيدُ أَنْ يَقْرَأَ: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَنْ لَا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} وَأَنْتَ لَا تَعْدِلُ، قَالَ: فَأَمَرَ لِسُفْيَانَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقَبْلَهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا جُبَيْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا عَبَّادٌ السَّمَّاكُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §أَئِمَّةُ الْعَدْلِ خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدِ اعْتَدَى
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ حُمَيْدٍ، ح. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: §رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهِ حَتَّى نَعْلَيْهِ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَ دَوَانِقَ، زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ وَمَا رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي صَدْرِ مَجْلِسٍ قَطُّ إِنَّمَا كَانَ يَقْعُدُ إِلَى جَنْبِ الْحَائِطِ وَيَجْمَعُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ

الصفحة 378