كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا هَاشِمٌ، ثَنَا صَالِحٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دَاوُدُ §أَنْذِرْ عِبَادِي الصِّدِّيقِينَ فَلَا يُعْجَبُنَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَلَا يَتَّكِلُنَّ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ وَأُقِيمُ عَلَيْهِ عَدْلِي إِلَّا عَذَّبْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَظْلِمَهُ، وَبَشِّرِ الْخَطَّائِينَ أَنَّهُ لَا يَتَعَاظَمُنِي ذَنْبٌ أَنْ أَغْفِرَهَ وَأَتَجَاوَزَ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا هَاشِمٌ، ثَنَا صَالِحٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، أَنَّ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: §أَمَرَ مُنَادِيًا ينَادِي الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَخَرَجَ النَّاسُ وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ سَتَكُونُ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ مَوْعِظَةٌ وَتَأْدِيبٌ وَدُعَاءٌ فَلَمَّا وَافَى مَكَانَهُ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَانْصَرَفَ فَاسْتَقْبَلَ أَوَاخِرُ النَّاسِ أَوَائِلَهُمْ فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّمَا دَعَا بِدَعْوَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ كُنَّا نَرْجُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا الْيَوْمُ يَوْمَ عِبَادَةٍ وَدُعَاءٍ وَمَوْعِظَةٍ وَتَأْدِيبٍ فَمَا دَعَا إِلَّا بِدَعْوَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ أَبْلِغْ عَنِّي قَوْمِكَ فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتَقَلُّوا دُعَاءَكَ أَنِّي مَنْ أَغْفِرُ لَهُ أُصْلِحُ لَهُ أَمْرَ آخِرَتِهِ وَدُنْيَاهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي هَاشِمٌ، حَدَّثَنِي صَالِحٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: §فَكَّرْتُ فِي الْخَلْقِ فَإِذَا مَنْ لَمْ يُخْلَقُ كَانَ عِنْدِي أَغْبَطُ مِمَّنْ خُلِقَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا هَاشِمٌ، ثَنَا صَالِحٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، أَنَّ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ: §بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ مَا الدُّنْيَا تُرِيدُونَ وَلَا الْآخِرَةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْأَمْرَ فَإِنَّا قَدْ كُنَّا نَرَى -[58]- أَنَا نُرِيدُ إِحْدَاهُمَا، قَالَ: لَوْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا أَطَعْتُمْ رَبَّ الدُّنْيَا الَّذِي مَفَاتِيحُ خَزَائِنِهَا بِيَدِهِ فَأَعْطَاكُمْ، وَلَوْ أَرَدْتُمُ الْآخِرَةَ أَطَعْتُمْ رَبَّ الْآخِرَةِ الَّذِي يَمْلِكُهَا فَأَعْطَاكُمُوهَا، وَلَكِنْ لَا هَذِهِ تُرِيدُونَ وَلَا تِلْكَ
الصفحة 57