كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 6)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا سَيَّارٌ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: §لَمَّا قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ مَكَثَ آدَمُ مِائَةَ عَامٍ لَا يَضْحَكُ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الوافر]
تَغَيَّرَتِ الْبِلَادُ وَمَنْ عَلَيْهَا ... فَوَجْهُ الْأَرْضِ مُغْبَرٌّ قَبِيحُ
تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي طَعْمٍ وَلَوْنٍ ... وَقَلَّ بَشَاشَةُ الْوَجْهِ الْمَلِيحِ
حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ شَهْرٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي §رَأَيْتُ رَجُلًا طَوِيلًا يَكَادُ رَأْسُهُ يَنْأَى عَنِ السَّمَاءِ فَقَالَ: أَتُصَارِعُنِي؟ فَهِبْتُهُ ثُمَّ صَارَعْتُهُ فَصَرَعَتْهُ، ثُمَّ أَتَانِي آخَرُ لَوْ نَفَخْتُ عَلَيْهِ لَطَارَ فَقَالَ: أَتُصَارِعُنِي؟ فَقُلْتُ: صَرَعْتُ هَذَا الَّذِي لَا يُرَى رَأْسُهُ وَأَنْتَ لَا أُصَارِعُكَ فَأَخَذَنِي وَطَرَحَنِي فِي النَّارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الطَّوِيلَ الْعَظِيمَ الْكَبَائِرُ هَالَتْكَ فَنُصِرْتَ عَلَيْهَا وَإِنَّ هَذَا الصَّغِيرَ الْمُحَقَّرَاتُ فَإِيَّاكَ أَنْ تَحْمِلَكَ فَتُلْقِيَكَ فِي النَّارِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ §انْسَخْ مِنْ قَلْبِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ الْحَلَاوَةَ الَّتِي كَانَ يَجِدُهَا قَالَ: فَيَصِيرُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ وَالِهًا طَالِبًا لِلَّذِي كَانَ يَعْهَدُ مِنْ نَفْسِهِ نَزَلَتْ -[64]- بِهِ مُصِيبَةٌ لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلَهَا قَطُّ، فَإِذَا نَظَرَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ رُدَّ إِلَى قَلْبِ عَبْدِي مَا نَسَخْتَ مِنْهُ فَقَدِ ابْتَلَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ صَادِقًا وَسَأَمُدُّهُ مِنْ قِبَلِي بِزِيَادَةٍ، وَإِذَا كَانَ عَبْدًا كَاذِبًا لَمْ يَكْتَرِثْ بِهِ وَلَمْ يُبَالِ بِهِ

الصفحة 63