كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادٍ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، قَالَ: §إِنَّ إِبْلِيسَ تَغَلْغَلَ إِلَى الْحُوتِ الَّذِي عَلَى ظَهْرِهِ الْأَرْضُ كُلُّهَا فَأَلْقَى فِي قَلْبِهِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا عَلَى ظَهْرِكَ يَا لويثا مِنَ الْأُمَمِ وَالشَّجَرِ وَالدَّوَابِّ وَالنَّاسِ وَالْجِبَالِ لَوْ نَفَضْتَهُمْ أَلْقَيْتَهُمْ عَنْ ظَهْرِكَ أَجْمَعَ، قَالَ: فَهَمَّ لويثا يَفْعَلُ ذَلِكَ فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِ دَابَّةً دَخَلَتْ فِي مَنْخَرِهِ فَدَخَلَتْ فِي دِمَاغِهِ فَعَجَّ إِلَى اللهِ مِنْهَا فَخَرَجَتْ. قَالَ كَعْبٌ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَيْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ إِنْ هَمَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ عَادَتْ حَيْثُ كَانَتْ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثنا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: §إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا يُقَالُ لَهُ صِنْدِيَائِيلَ الْبِحَارُ كُلُّهَا فِي نَقْرَةِ إِبْهَامِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثنا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: §اجْتَمَعَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ عُبَّادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَاجْتَمَعُوا فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَلُونِي فَأَدْعُ اللهَ لَكُمْ بِمَا شِئْتُمْ، قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُظْهِرَ لَنَا عَيْنًا سَائِحَةً بِهَذَا الْمَكَانِ وَرِيَاضًا خُضْرًا وَعَبْقَرِيًّا قَالَ: فَدَعَا اللهَ فَإِذَا عَيْنٌ سَائِحَةٌ وَرِيَاضٌ خُضْرٌ وَعَبْقَرِيٌّ -[9]-، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمْ: سَلُونِي فَأَدْعُ اللهَ لَكُمْ بِمَا شِئْتُمْ، فَقَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ أَنْ يُطْعِمَنَا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَدَعَا اللهُ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ بُسْرَةٌ فَأَكَلُوا مِنْهَا لَا تُغْلَبُ إِلَّا أَكَلُوا مِنْهَا لَوْنًا ثُمَّ رُفِعَتْ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمْ: سَلُونِي فَأَدْعُ اللهَ لَكُمْ بِمَا شِئْتُمْ قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا الْمَائِدَةَ الَّتِي أَنْزَلَهَا عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، قَالَ: فَدَعَا فَأُنْزِلَتْ فَقَضَوْا مِنْهَا حَاجَتَهُمْ، ثُمَّ رُفِعَتْ، قَالُوا: قَدِ اسْتُجِيبَ دُعَاؤُنَا وَأُعْطِينَا سُؤْلَنَا، فَتَعَالَوْا يَذْكُرُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَعْظَمَ ذَنْبٍ عَمَلَهُ قَطُّ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: كُنَّا مَعْشَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُصِيبُ رَجُلًا مِنَّا بَوْلٌ إِلَّا قَطَعَهُ فَأَصَابَنِي مَرَّةً بَوْلٌ فَلَمْ أُبَالِغْ فِي قَطْعِهِ وَلَمْ أَدَعْهُ فَهَذَا أَعْظَمُ ذَنْبٍ عَمِلْتُهُ قَطُّ. وَقَالَ الْآخَرُ: كُنْتُ أَمْشِي أَنا وَصَاحِبٌ لِي فِي طَرِيقٍ فَفَرَّقَتْ بَيْنَنَا شَجَرَةٌ فَخَرَجْتُ عَلَيْهِ فَفَزِعَ مِنِّي، فَقَالَ: اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَهَذَا أَعْظَمُ ذَنْبٍ عَمِلْتُهُ قَطُّ. وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَا أَنَا فَكَانَتْ لِي وَاللهِ وَالِدَةٌ فَجَاءَتْ مَرَّةً تَدْعُونِي فَدَعَتْنِي مِنْ قِبَلِ سَفَالَةِ الرِّيحِ فَلَمْ أَسْمَعْ فَغَضِبَتْ فَجَعَلَتْ تَرْمِينِي بِالْحِجَارَةِ فَجِئْتُ بِالْعَصَا لِأَجْلِسَ بَيْنَ يَدَيْهَا فَتَضْرِبُنِي حَتَّى تَرْضَى، فَلَمَّا رَأَتِ الْعَصَا مَعِي فَزِعَتْ فَهَرَبَتْ مِنِّي فَتَلَقَتْهَا شَجَرَةُ فَشَجَّتْهَا فِي وَجْهِهَا فَهَذَا أَعْظَمُ ذَنْبٍ عَمِلْتُهُ قَطُّ
الصفحة 8