كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

سُورَةُ حم الدُّخَانِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {رَهْوًا} [الدخان: ٢٤]: «طَرِيقًا يَابِسًا»، وَيُقَالُ: {رَهْوًا} [الدخان: ٢٤]: «سَاكِنًا»، {عَلَى عِلْمٍ عَلَى العَالَمِينَ} [الدخان: ٣٢]: «عَلَى مَنْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ». {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: ٥٤]: «أَنْكَحْنَاهُمْ حُورًا عِينًا يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ»، (فَاعْتُلُوهُ): " ادْفَعُوهُ، وَيُقَالُ أَنْ {تَرْجُمُونِ} [الدخان: ٢٠]: القَتْلُ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَالْمُهْلِ} [الكهف: ٢٩]: «أَسْوَدُ كَمُهْلِ الزَّيْتِ» وَقَالَ غَيْرُهُ: {تُبَّعٍ} [البقرة: ٣٨]: «مُلُوكُ اليَمَنِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تُبَّعًا، لِأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ، وَالظِّلُّ يُسَمَّى تُبَّعًا لِأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (من بين ظهريه) أهل عصره الذين كان بينهم. (فاعتلوه) سوقوه بعنف وغلظة. قرأ مكي ونافع وشامي وسهل ويعقوب {فاعتلوه}. (بحور) جمع حوراء وهي شديدة البياض وصفاء اللون وقيل شديدة بياض العين وشديدة سوادها. (عين) جمع عيناء وهي واسعة العين. (الطرف) تحريك الجفن والعين والنظر. (ترجمون) تقتلوني بالرجم وهو الرمي بالحجارة
وقيل تشتمون. (كمهل الزيت) دردي الزيت أي ما يرسب أسفله]
بَابُ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠]
قَالَ قَتَادَةُ: " فَارْتَقِبْ: فَانْتَظِرْ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (فارتقب) فانتظر ويقال هذا في المكروه أي انتظر يا محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم يأتي العذاب هؤلاء من القحط والجوع حتى ينظر أحدهم إلى السماء فيراها وكأنها دخان ظاهر من شدة جوعه. وقيل هو دخان يأتي من السماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة ويأخذ بأنفسهم ويصيب المؤمن منه كالزكام]
٤٨٢٠ - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " مَضَى خَمْسٌ: الدُّخَانُ، وَالرُّومُ، وَالقَمَرُ، وَالبَطْشَةُ، وَاللِّزَامُ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٥٤٣ (٤/١٨٢٣) -[ ر ٩٦٢]
بَابُ {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: ١١]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (يغشى. .) يشملهم ويحيط بهم كالغطاء]
٤٨٢١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا كَانَ هَذَا، لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَوْا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا العِظَامَ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: ١١] قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ، قَالَ: «لِمُضَرَ؟ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ» فَاسْتَسْقَى لَهُمْ فَسُقُوا، فَنَزَلَتْ: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: ١٥] فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: ١٦] قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٥٤٤ (٤/١٨٢٣) -[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب الدخان رقم ٢٧٩٨
(لمضر. .) أتأمرني أن استسقي لهم مع ماهم عليه من المعصية لله تعالى والشرك به وعدم الاستجابة لنبيه؟. (إنك لجريء) ذو جرأة حيث إنك تشرك بالله تعالى وتطلب الرحمة منه لك ولمن على شاكلتك. (الرفاهية) التوسع والراحة]
[ر ٩٦٢]
بَابُ قَوْلِهِ: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: ١٢]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (اكشف. .) ارفعه وأزله. (مؤمنون) أي سنؤمن ونكون مؤمنين]
٤٨٢٢ - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ مِنَ العِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ} [ص: ٨٦] إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: " اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ أَكَلُوا فِيهَا العِظَامَ وَالمَيْتَةَ مِنَ الجَهْدِ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الجُوعِ، قَالُوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: ١٢] فَقِيلَ لَهُ: إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ ⦗١٣٢⦘ عَادُوا، فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ فَعَادُوا، فَانْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠] إِلَى قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ {إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: ١٦]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٥٤٥ (٤/١٨٢٣) -[ ر ٩٦٢]

الصفحة 131