كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

سُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{أَوْزَارَهَا} [محمد: ٤]: «آثَامَهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا مُسْلِمٌ»، {عَرَّفَهَا} [محمد: ٦]: «بَيَّنَهَا» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد: ١١]: " وَلِيُّهُمْ. فَإِذَا {عَزَمَ الأَمْرُ} [محمد: ٢١]: أَيْ جَدَّ الأَمْرُ، {فَلَا تَهِنُوا} [محمد: ٣٥]: لَا تَضْعُفُوا " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَضْغَانَهُمْ} [محمد: ٢٩]: «حَسَدَهُمْ»، {آسِنٍ} [محمد: ١٥]: «مُتَغَيِّرٍ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (أوزارها) اللفظ من قوله تعالى {حتى تضع الحرب أوزارها} أي تنتهي بأن يضع أهل الحرب أسلحتهم ويمسكوا عن القتال وأوزارها جمع وزر وهو الحمل الثقيل أو ما يحمله الإنسان وأطلق هذا على السلاح لأنه يحمل وفيه ثقل وعبر عن انقضاء الحرب بقولهم وضعت الحرب أوزارها لأن المتحاربين يضعون أسلحتهم عند ذلك. وقيل في تفسيرها
ما ذكره البخاري رحمه الله تعالى والمعنى يترك الكفار أهل الحرب آثامهم - أي كفرهم - بأن يسلموا فيكف عن قتالهم وتنتهي الحرب. (أضغانهم) جمع ضغن وهو الحقد والحسد. (آسن) يقال أسن الماء إذا تغير لونه وريحه وطعمه وأنتن]
بَابُ {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: ٢٢]
٤٨٣٠ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: ٢٢] "

٤٨٣١ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو الحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} [محمد: ٢٢]،

٤٨٣٢ - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي المُزَرَّدِ بِهَذَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} [محمد: ٢٢]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٥٥٢ (٤/١٨٢٨) -[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب صلة الرحم وتحريم قطعها رقم ٢٥٥٤
(الرحم) القرابة مشتقة من الرحمة قال العيني وهي عرض جعلت في جسم فلذلك قامت وتكلمت. (بحقو) الحقو هو الخصر وموضع شد الإزار وهو الموضع الذي جرت عادة العرب بالاستجارة به لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدافع. (فقال له مه) أي فقال الرحمن جل وعلا للرحم اكفف وانزجر عما تفعل. (العائذ) المعتصم والمستجير. (توليتم) من الولاية أي وليتم الحكم وأمر الناس. وقيل من الإعراض أي إن أعرضتم عن قبول الحق. (تفسدوا في الأرض) بالظلم والبغي وسفك الدماء. (تقطعوا أرحامكم) تقاتلوا أقرباءكم وتقتلوهم]
[٥٦٤١ - ٥٦٤٢ - ٧٠٦٣]
سُورَةُ الفَتْحِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {بُورًا} [الفرقان: ١٨]: «هَالِكِينَ»، {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح: ٢٩]: «السَّحْنَةُ» وَقَالَ مَنْصُورٌ: عَنْ مُجَاهِدٍ، " التَّوَاضُعُ {شَطْأَهُ} [الفتح: ٢٩]: فِرَاخَهُ، {فَاسْتَغْلَظَ} [الفتح: ٢٩]: غَلُظَ، {سُوقِهِ} [الفتح: ٢٩]: السَّاقُ حَامِلَةُ الشَّجَرَةِ " وَيُقَالُ: {دَائِرَةُ السَّوْءِ} [التوبة: ٩٨] كَقَوْلِكَ: رَجُلُ السَّوْءِ، وَدَائِرَةُ السُّوءِ: العَذَابُ ⦗١٣٥⦘، {تُعَزِّرُوهُ} [الفتح: ٩] تَنْصُرُوهُ، {شَطْأَهُ} [الفتح: ٢٩] شَطْءُ السُّنْبُلِ، تُنْبِتُ الحَبَّةُ عَشْرًا، أَوْ ثَمَانِيًا، وَسَبْعًا، فَيَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَذَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {فَآزَرَهُ} [الفتح: ٢٩] قَوَّاهُ، وَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً لَمْ تَقُمْ عَلَى سَاقٍ، وَهُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ خَرَجَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَوَّاهُ بِأَصْحَابِهِ، كَمَا قَوَّى الحَبَّةَ بِمَا يُنْبِتُ مِنْهَا "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (الفتح) سميت بذلك لقوله تعالى في أولها {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} أي ظاهرا. ونزلت بعد الحديبية والمراد بالفتح فتح مكة وعد الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم قبل حصوله وعبر عنه بصيغة الماضي لأنه متحقق الوقوع. وقيل المراد به صلح الحديبية نفسه لأنه كان سبب استقرار المسلمين وأمن الناس فانتشر الإسلام وأقبلت وفود القبائل
على المدينة تعلن ولاءها لرسول الله صلى الله عليه وسلم واعتناقها لدين الله عز وجل. (بورا) جمع بائر أي فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم لا خير فيكم ولا تصلحون لشيء هالكين عند الله عز وجل مستحقين لسخطه وعقابه. (سيماهم) علامتهم. (السحنة) بشرة الوجه وهيأته وحاله. (شطأه) ما خرج منه وتفرع وهو المراد بفراخه وقبل تفرعه يقال له نبت
(السوء) قرأ الجمهور بفتح السين وقرأ أبو عمرو وابن كثير {السوء} بضمها

الصفحة 134