كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ
انْفَطَرَتْ وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: {فُجِّرَتْ} [الانفطار: ٣]: «فَاضَتْ» وَقَرَأَ الأَعْمَشُ، وَعَاصِمٌ: {فَعَدَلَكَ} [الانفطار: ٧]: «بِالتَّخْفِيفِ»، «وَقَرَأَهُ أَهْلُ الحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ» وَأَرَادَ: مُعْتَدِلَ الخَلْقِ، وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي {فِي أَيِّ صُورَةٍ} [الانفطار: ٨]: شَاءَ، إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا قَبِيحٌ، أَوْ طَوِيلٌ، أَوْ قَصِيرٌ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (بالتخفيف) أي بفتح الدال {فعدلك} وبه قرأ الحسن وحمزة والكسائي
(بالتشديد) أي بتشديد الدال المفتوحة {فعدلك}
(ومن خفف) أي أراد نفس المعنى. (في أي صورة. .) خلقك على الصورة والشبه الذي يريده سبحانه]
سُورَةُ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {بَلْ رَانَ} [المطففين: ١٤]: «ثَبْتُ الخَطَايَا»، {ثُوِّبَ} [المطففين: ٣٦]: «جُوزِيَ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «المُطَفِّفُ لَا يُوَفِّي غَيْرَهُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (ران) من الرين وهو الغلبة أي غلبت الخطايا على قلوبهم وأحاطت بها حتى غمرتها وغطتها. (ثبت الخطايا) سجل الخطايا وصحيفة الذنوب. (لا يوفي غيره) أي لا يعطيه حقه كاملا بل إذا دفع له أنقص وإذا أخذ لنفسه زاد ويكون هذا في الكيل والوزن وغيرهما من سائر الحقوق. (الرحيق) يفسر قوله تعالى {يسقون من رحيق مختوم} / المطففين ٢٥ / أي ختم على ذلك الشراب ومنع من أن تمسه الأيدي حتى يفك ختمه الأبرار. (طينته) المادة التي ختم بها. (التسنيم) يفسر قوله تعالى {ومزاجه من تسنيم} / المطففين ٢٧ / أي يخلط ويمزج بالتسنيم وهو أرفع شراب في الجنة وهو معنى قوله يعلو شراب أهل الجنة والتسنيم العلو والارتفاع ومنه سنام البعير]
بَابُ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ} [المطففين: ٦]
٤٩٣٨ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ} [المطففين: ٦] «حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٦٥٤ (٤/١٨٨٤) -[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب في صفة يوم القيامة رقم ٢٨٦٢
(يوم يقوم الناس) من قبورهم وهو يوم القيامة. (لرب العالمين) خاضعين للمعبود الحق الذي خلقهم. / المطففين ٦ /. (يغيب) يغرق. (رشحه) عرقه]
[٦١٦٦]
سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ
قَالَ مُجَاهِدٌ: {كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} [الحاقة: ٢٥]: «يَأْخُذُ كِتَابَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ»، {وَسَقَ} [الانشقاق: ١٧]: «جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ»، {ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق: ١٤]: «لَا يَرْجِعَ إِلَيْنَا» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُوعُونَ} [الانشقاق: ٢٣]: «يُسِرُّونَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (كتابه. .) يبين أنه لا تنافي بين قوله تعالى {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} / الانشقاق ١٠ / وقوله تعالى {وأما من أوتي كتابه بشماله} بل الصورة واحدة وذلك أنه يعطى كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره. (وسق) جمع وصم ما كان منتشرا في النهار أو ما جمع من النجوم وما ساق من الظلمة]
بَابُ {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: ٨]
٤٩٣٩ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي يُونُسَ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: ٨] قَالَ: «ذَاكَ العَرْضُ يُعْرَضُونَ وَمَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ ⦗١٦٨⦘ هَلَكَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٦٥٥ (٤/١٨٨٥) -[ ر ١٠٣]

الصفحة 167